مريم رجوي: يجب استحصال حقوق الإنسان والحرية المخطوفة في إيران بالنضال
السيناتور ليبرمن وبحضوره هنا يمثل من جهة الصداقة بين الشعب الأمريكي والشعب الإيراني ومن جهة أخرى يمثل جبهة موسعة من النخبة الأمريكية رفيعي المستوى ممن ينادون باعتماد سياسة رشيدة تجاه إيران بعيدة عن مساومة الديكتاتورية الدينية كما إنه يمثل الصداقة والاحترام بين أتباع جميع الديانات فنحيي السيناتور هنا.
كما أرحب بممثلي الجاليات الإيرانية المقيمة في اوربا الحاضرين في هذا الاجتماع. هذه الجاليات تشمل المتخصصين والفنانين والتجار والمنفيين وممثلي الطموحات الحقيقية للشعب الإيراني من أجل الديمقراطية والتطور.
ويقام هذا الاجتماع عشية اليوم العالمي لحقوق الإنسان حيث يكتسب أهمية خاصة بالنسبة لشعبنا الرازح لأحد أبشع أعمال القمع في التاريخ المعاصر.
نعظم اليوم العالمي لحقوق الإنسان بالوقوف إجلالا وإكراما لجميع النساء والرجال الشجعان الذين نهضوا للنضال في إيران وعموم العالم لإحقاق الحقوق الإنسانية والحريات الديمقراطية للشعوب المضطهدة أو قدموا أرواحهم فداء لها.
إن هذا اليوم بالنسبة للشعب الإيراني يعيد ذكريات كواكب الشهداء. ذكرى (120) ألف مجاهد ومناضل أعدموا على يد النظام الفاشي الديني وذكرى (30) ألف سجين قتلوا في مجزرة جماعية عام 1988 وذكرى جميع السجناء السياسيين الذين أعدموا في السنوات الأخيرة وذكرى شهداء أشرف وليبرتي لاسيما (24) مجاهدا سقطوا شهداء على درب الحرية في الشهر الماضي على إثر القصف الصاروخي لنظام الملالي.
أجل، إنه ليوم يذكرنا بحقوق الإنسان الإيراني المرجومة وينبه الجميع بأن أبناء الشعب الإيراني محرومون في الظرف الراهن من الحق في حرية العيش ومحرومون من حق الحصانة أمام الاعتقالات التعسفية والتعذيب والايذاء ومحرومون من حق الرفاه والأمن ومن حق الانتخاب الحر في ارتداء الملبوس وحق حرية الفكر والضمير والمذهب كما انهم محرومون من حق تشكيل الاجتماع الحر ومن حق إجراء انتخابات حرة لبناء حكومة تليق بهم.
وبالنتيجة فان اليوم العالمي لحقوق الإنسان هو يوم يذكر الجميع بأن الشعب الإيراني له الحق في القيام «ضد الإضطهاد والضغط كآخر وسيلة للعلاج» وأن يسقط نظام ولاية الفقيه ويقيم حكومة قائمة على الحرية والديمقراطية والمساواة بدلا منه.
أحيي من صميم القلب اولئك المواطنين المنتفضين في هذه الأيام الذين يتظاهرون أمام سجن ايفين أو مراكز أخرى للاحتجاج على حملات الاعتقال والإعدام وتشديد المضايقات على السجناء السياسيين. نعم، الحق يجب انتزاعه ويجب استحصال حقوق الإنسان والحرية المخطوفة بالنضال والانتفاضة.
ومع الأسف فان الدول الغربية ولاعتبارات غير مشروعة لاسيما لسبب المفاوضات والاتفاق النووي مع نظام ولاية الفقيه قد غضوا العين عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان منها ألفي حالة إعدام في عهد الملا روحاني. إنهم وبعد عقد الاتفاق يرسلون وفودا تجارية وسياسية متلاحقة مكونة من مئات الأشخاص إلى إيران بغية الحصول على حصص لهم من السوق الإيراني بعد إلغاء العقوبات. فيما هذا النظام ومنذ حصول التوافق النووي في تموز/ يوليو الماضي ولحد الآن قد أعدم شنقا أعدادا كبيرة من السجناء داخل إيران وزاد من إثارة الحروب وأعمال القتل على الصعيد الاقليمي.
ندعو الدول الغربية إلى إعادة النظر في السياسة التي عززت لحد الآن عامل زعزعة الاستقرار في المنطقة والخطر الرئيسي على السلام والأمن في العالم وإلى اشتراط علاقاتهم مع النظام بوقف الإعدام والتعذيب وإطلاق سراح السجناء السياسيين.
إن هذا النظام قد ادين لحد الآن (62) مرة من قبل مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة بسبب المآسي الإنسانية العديدة داخل إيران. إضافة إلى ذلك إن هذا النظام وبالتحديد خامنئي بالذات يتحملان مسؤولية مباشرة في مذبحة (300) ألف من السوريين خلال السنوات الأربع الماضية وتشريد أكثر من نصف سكان سوريا وكذلك متورطان في عملية إبادة استهدفت السنة في العراق على أيدي ميليشيات قوة القدس. ومعذلك لا مبرر لعدم إحالة ملف جرائمه إلى مجلس الأمن الدولي حتى اليوم. فعلى مجلس الأمن الدولي اتخاذ تدابير ليتم محاكمة قادة النظام وبالتحديد خامنئي في محكمة دولية بصفتهم مسؤولين ومسببين لهذه الجرائم.
أيها الأصدقاء الأعزاء
خلال الأيام الأخيرة فان الهجوم الإرهابي في كاليفورنيا قد هز العالم من جديد. باسم المقاومة الإيرانية أدين هذه الجريمة وأعزي عوائل الضحايا. إن هذا الهجوم مثل مذبحة 13 نوفمبر في باريس ارتكب تحت غطاء الإسلام فيما الإسلام براء من هذه الهمجية ويكرهها.
إن الملالي في إيران قد قتلوا في مجزرة جماعية باسم الإسلام (30) ألف سجين سياسي. ونظرائهم يقتلون المواطنين العزل في قاعة كونسيرت أو مركز للخدمة الاجتماعية، فيما جاء الأديان التوحيدية من أجل تخليص أبناء البشر من شتى صنوف الإضطهاد والقهر وإنقاذهم مفلحين وليس الا.
نحن كلنا أخوة وأخوات بعضنا للبعض بصفتنا أبناء سيدنا ابراهيم. إن صفات الحقد والاستبداد والاستغلال ليس لها أساس بيننا، بل الحرية والرحمة والوحدة لها الإصالة بيننا.
نحن نقول إن النزاع ليس بين الشيعة والسنة ولا بين المسلمين والمسيحيين ولا بين الشعوب والثقافات في الشرق الأوسط وبين شعوب وثقافة الغرب وانما النزاع الرئيسي بين الديكتاتورية المسلطة وبين شعب يريد الحرية.
من يدعي الإسلام يجب عليه أن يقف بوجه بشار الأسد وخامنئي ولا أن يستهدف المواطنين الأبرياء بوابل من الرصاص. يجب عليّ أن أؤكد أن الحل لهذه المعضلة يكمن في نضال شعوب هذه المنطقة لاسيما مع بديل قائم على الإسلام الديمقراطي والمتسامح. لا شك أن الصمود ونضال شعوب المنطقة سينهيان عمر الديكتاتوريات التي كانت ومازالت تولد وتروج التطرف.
لذلك اننا نسترعي انتباه وحذر الجميع إلى مساعي النظام الإيراني والمتعاونين معه الذين يسعون من أجل إبقاء نظام بشار الأسد واحتواء آثار الهزيمة الستراتيجية لولاية الفقيه.
خلال الأسابيع الأخيرة أكدت الحكومات الأمريكية والفرنسية والتركية رسميا أن نظام بشار الأسد هو من يشتري النفط من تنظيم داعش. من جهة أخرى يعلم الجميع أن مصادر تمويل بشار الأسد مؤمنة بلاتوقف من قبل النظام الإيراني. لذلك فان أرصدة النظام الإيراني عبر بشار الأسد هي التي تسدد نفقات المجازر التي يرتكبها داعش.
نعم، تنظيم داعش وبدعم من بشار الأسد قد وجد فرصة النمو والتوسع وانه لايزول بدون إسقاط بشار الأسد. فهذا الواقع يتطلب من الدول الغربية اعتماد سياسة لدعم إرادة الشعب السوري المظلوم لإسقاط الأسد في أسرع وقت ومناصرة الجيش السوري الحر على نطاق واسع في محاربة هذا النظام والإصرار على طرد القوات الأجنبية وبالتحديد قوات الحرس للنظام الإيراني من الأراضي السورية والعراقية.
أشكركم جميعا.
- الوسوم:المقاومة الايرانية