مريم رجوي: في بيت الديمقراطية البلجيكية
السيد الرئيس
السيدات والسادة البرلمانيين
أيتها السيدات والسادة
اصدقاء الاعزاء
اني سعيدة جدا من حضوري مجددا في بيت الديمقراطية البلجيكية. آتية اليوم هنا للاستمداد من الشعب البلجيكي ومنتخبيهم لدعم الشعب الايراني والمقاومة الايرانية في نضالهم لتحقيق الديمقراطية وحقوق الانسان في ايران.
ان بلجيكا وايران لهما تاريخ من العلاقات الطويلة. الا انه ومنذ ثلاثة عقود مضت انتعشت هذه العلاقات تمثلت في تضامن البرلمان البلجيكي وبرلمان المقاومة الايرانية في المنفى أي المجلس الوطني للمقاومة الايرانية.
لا يمكن ان ننسى دعمكم للحقوق الانسانية لاعضاء هذه المقاومة في اشرف وليبرتي في العراق.
في زيارتي السابقة لهذا البرلمان كان النائب البلجيكي الراحل باتريك موريو الى جانبنا، فاحيي ذكراه وهو كان مدافعا بارزا عن حقوق الانسان والديمقراطية.
الواقع أننا نواجه عدوا مشتركا وهو الديكتاتورية المتطرفة الحاكمة في ايران. وان هذا النظام قد عرّض العالم بأسره للخطر ببرنامجه لانتاج القنبلة النووية. كما أن هذا النظام وبدعمه وتوجيه التطرف يعمل على الجاليات الاسلامية في جميع الدول الاوروبية بما فيها بلجيكا. وهو يستهدف منطقة الشرق الاوسط بالحروب والارهاب كما يحارب الشعب الايراني داخل ايران عن طريق انتهاك حقوق الانسان الصارخ:
الاعدامات اليومية وحملات الاعتقال اليومية للآلاف وسحق الحريات بما فيها فلترة النشاطات الانترنتية.
وبعد مجئ الملا روحاني على السلطة تزايد عدد الاعدامات في ايران بشكل ملحوظ بمعدل 3 اعدامات يوميا.
والآن اريد ان أتطرق الى موضوع اتفاق جنيف النووي. لتقييم هذا الاتفاق من الضروري ان نجلب الانتباه الى عدة حقائق:
أولا- ان نظام الملالي قد حوصر بنقمة كبيرة وحادة من قبل الشارع الايراني.
ثانيا- الملالي وللانفلات من السقوط يسعون جاهدين للحصول على القنبلة النووية.
ثالثا- انهم شياطين في التضليل والمراوغة وهم ينكثون أي تعهد بفارغ البال. وعشية الحرب العالمية الثانية كان هتلر قد قال «اني مستعد لأوقع على أي اتفاق… لم لا أوقع اليوم وبنية طيبة على اتفاق ثم في غداة ذلك أنكث توقيعي…؟» ومنذ 11 عاما والمقاومة الايرانية تكشف من خلال بذل مساعي أنصارها داخل ايران عن المواقع السرية لهذا النظام ولكن الملالي يمتلكون مواقع سرية أخرى.
الواقع أن قبول جزء من مطالب المجتمع الدولي في مفاوضات جنيف لم يكن حسب رغبة الملالي وانما خضعوا لذلك رغما عنهم وتحت وقع ضغوط العقوبات والنقمة الشعبية المتفاقمة ضد برنامجهم النووي. اننا قد رحبنا بهذا القدر من التراجع من قبل الملالي. ولكننا نؤكد أنه لا يمكن قبول أي شيء الا تفكيك كامل للمشروع النووي للملالي. ان المجموعة 5+1 وبتعليق مفاعل أراك للماء الثقيل قد قطعت خطوة نحو هذا الاتجاه ولكن ليس ذلك بمعنى أن الملالي قد قطعوا الأمال عن القنبلة النووية. ما تعهد به الملالي في الاتقاق يمكن العودة اليه. فمفتاح تصنيع القنبلة النووية مازال بيدهم.
لذلك طالما لم يتوقف برنامج تخصيب اليورانيوم في ايران بشكل كامل والملالي لم يخضعوا للبروتكول الاضافي وماداموا لم ينصاعوا لقرارات مجلس الأمن الدولي بشكل كامل فان خطر القنبلة يبقى قائما.
الملالي يعتمدون على عاملين: سياسة التضليل التي ينتهجونها وسياسة الغرب الهزيلة خاصة أمريكا. وهذا ما يمنحهم الفرصة بالتلاعب بقضية القنبلة النووية.
اننا وبصفة مقاومة تمثل أهم عامل للكشف عن البرنامج النووي للنظام الايراني والعامل الرئيسي للتصدي له نؤكد على تحقيق الأهداف الثلاثة التالية:
1- ارغام الملالي على الخضوع للتفتيش المفاجئ
2- تفكيك جميع المواقع النووية وتذويب جميع مخزوناته من اليورانيوم.
3- التجنب من أي تخفيف للعقوبات الدولية للنظام الايراني الى حين الانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي.
أيتها السيدات وأيها السادة
أود الآن أن ألفت أنظاركم الى الضغوط الهائلة التي تمارسها الديكتاتورية الحاكمة في ايران للقضاء على حركة المقاومة، النظام الايراني وللتستر على ضعفه الداخلي قد صعد أعمال القمع ويعمل جاهدا للاجهاز على معارضته الرئيسية وبديل النظام.
منذ عام 2009 حيث تسلمت الحكومة العراقية بما يسمى بحماية معسكر أشرف من أمريكا فاستمرت هجمات الحكومة العراقية على مجاهدي خلق بناء على طلب الملالي. فهذه الهجمات ولحد الآن تسببت في استشهاد 112 عضوا للمقاومة وجرح 1200 آخرين. كما أن 15 شخصا آخر توفوا بطريقة الموت البطيء جراء القيود والمحدودية المفروضة عليهم.
وحسب توافق خياني بين الأمم المتحدة والحكومة العراقية في عام 2012، تم نقل أكثر من 3000 من أعضاء المقاومة قسرا من مدينة أشرف بالعراق حيث بنوها لمدة ربع قرن بأيدهم وكانوا يسكنون فيها الى مخيم ليبرتي. الحكومة الأمريكية والاتحاد الاوربي والأمم المتحدة دعموا رسميا لهذا التشريد القسري وأعطوا في المقابل وعدا بالالتزام بتوفير الأمن والحماية لأعضاء المقاومة.
ولكن في الأول من ايلول/ سبتمبر شنت قوات الحكومة العراقية هجوما على مخيم أشرف وقتلوا 52 من أعضاء المقاومة بشكل همجي في عملية ابادة جماعية كما أنهم اختطفوا 7 منهم بينهم 6 نساء لأخذهم كرهائن. ولهذا السبب يخوض مئات من أعضاء وأنصار المقاومة اضرابا عن الطعام في مخيم ليبرتي وعدة مدن في العالم.
ورغم ذلك فان الولايات المتحدة والأمم المتحدة لزمتا الصمت ولم تعملا بوعدهما بشأن مخيم ليبرتي. انهما قد أكدتا أن هذا المخيم هو مخيم انتقالي مؤقت ولكن ليبرتي تحول الى سجن. السكان لا يحق لهم التنقل وهم محظورون من اللقاء بالمحامين وأعضاء عوائلهم والكثير من الخدمات الطبية.
بعد عامين من النقل الى ليبرتي تم نقل حوالي 10 بالمئة منهم الى بلدان أخرى فقط. والآن تتحدث الحكومة الصنعية على يد الملالي في العراق بصريح العبارة عن صدور أحكام لاعتقال المجاهدين في ليبرتي. وحسب التجربة فهذا التهديد يشكل تمهيدا لخلق كارثة أنسانية أخرى.
ولهذا السبب اني أريد منكم أنتم النواب المحترمين السعي للدفاع عن حقوق وحرية أعضاء المقاومة في ليبرتي. وأطالب الحكومة البلجيكية أن تقوم بمبادرة فاعلة على صعيد الاتحاد الاوربي لارغام الحكومة العراقية على الافراج عن الرهائن السبعة من أعضاء المقاومة وتوفير أمن ليبرتي.
ان تضامن الدول الاوربية مع مقاومة الشعب الايراني تبرز ضرورته أكثر بمرور كل يوم، التضامن مع مقاومة تنادي بجمهورية ديمقراطية وتعددية قائمة على فصل الدين عن الدولة والمساواة بين المرأة والرجل والغاء عقوبة الاعدام وايران غير نووية والتعايش السلمي مع جميع الدول.
أشكركم جميعا من جديد