رسالة مريم رجوي بمناسبة اليوم العالمي للعمال-2016
هنيئا لكم جميعا بالعيد العالمي للعمال.
مع أن الملالي الجلادين النهابين قد حولوا حياتكم إلى جحيم الا أننا نحتفل وفي تحد للنظام، باليوم العالمي للعمال بمثابة يوم عالمي يرمز إلى النضالات العمالية ويوم يبشر بالخلاص من الاضطهاد والاستغلال. لأن دافع الحرية والخلاص كامن في معاناتكم وارادتكم وطاقتكم لإنهاء هذه المعاناة.
لنذكر العامل المناضل والسجين السياسي البطل شاهرخ زماني بالخير الذي حبسه النظام لاقامته نقابة العمال وفارق الحياة العام الماضي تحت وطأة المضايقات والتعامل اللاانساني للجلادين معه في سجون خامنئي. التحية للسجناء السياسيين من طبقة العمال الذين يقاومون في معتقلات التعذيب والعمال الأبطال الذين يحتجون على طمس أبسط الحقوق والحريات العمالية بقبول مخاطر فصلهم عن العمل.
كان العام الماضي عاما حافلا بالاحتجاجات والمقاومة في البيئات العمالية حيث وقف العمال في الوحدات الانتاجية في كل محافظات البلاد وقفة صامدة تمثلت في الاضرابات والمسيرات واقامة اجتماعات احتجاجية أو اصدار بيانات احتجاجية. كما أنهم انطلقوا مرات ومرات من مختلف المدن متجهين إلى العاصمة طهران ليحتشدوا أمام البرلمان وقصر الرئاسة لنظام الرجعيين ووزارات مختلفة أو مؤسسة مناهضة للمستضعفين وغيرها من المراكز الحكومية ليعكسوا بمبادراتهم حقيقة أن ولاية الفقيه هي من وجهة نظر العمال والكادحين في إيران تشكل مصدر المحن والبلايا التي ابتليت بها غالبية الشعب الإيراني وهي العنصر الرئيسي للاستغلال والاضطهاد وسلب حقوق العمال.
في الافلاس المستمر للمعامل الذي تسبب العام الماضي في تعطيل 60 بالمئة من المراكز الصناعية فها هم العمال الذين يفقدون عملهم وعيشهم قبل أي طرف آخر، وتتعذر عليهم استعادة مستحقاتهم. كما إنهم أول وأهم ضحايا في تحويل المعامل والمزايدات الكيدية المتعلقة بها وفي الفساد الاقتصادي وتوسع سوق التهريب وكذلك في افلاس المصارف وزيادة استيرادات السلع الخارجية.
كما إن السياسة الخيانية لتخصيص قسم أعظم من عوائد البلاد لنفقات الحرب وأعمال القتل في سوريا، تجعل قبل أي طرف آخر العمال الإيرانيين أكثر فقرا وحرمانا.
لقد بقي الحد الأدنى لأجور العمال يتراوح في مكانه منذ سنوات وهو يعادل دولار في الساعة ولكن منذ عام 2009 ولحد الآن قد هبطت القوة الشرائية للعمال بنسبة 187 بالمئة . ووفق المسؤولين الرسميين فان 60 بالمئة من العمال ليسوا في موقع يمكنهم من استلام هذا الحد الأدنى من الأجور. بينما أجر العامل الإيراني لكل ساعة بدولار واحد لا يعادل حتى ربع أجر العمال في أكثر الاقتصادات العالمية تأزما مثل اليونان .
ان تسونامي فصل العمال عن العمل في حكومة الملا روحاني قد تصاعدت بحيث تضاف يوميا مجموعات من العمال إلى صفوف جيش العاطلين المليوني. وحسب التقديرات الرسمية فان عدد العمال العاطلين عن العمل بلغ مليون شخص وأن 166 ألف رجل صناعي فقدوا عملهم خلال العامين الأخيرين .
بينما العمال الذين لم يفقدوا عملهم بعد، يعيشون تحت وطأة ضغوطات الرواتب غير المدفوعة ولا أمن لهم في العمل بسبب العقود المؤقتة أو القسرية.
هذه العقود التي تشمل 93 بالمئة من القوة العاملة في إيران في الوقت الحاضر حسب تقرير لوزارة العمل تعد من أبشع خطط نظام ولاية الفقيه ضد حقوق العمال الإيرانيين حيث فرض عليهم أساسا بهدف إخضاعهم وترخيص أجر القوة العاملة.
الواقع أن العمال الإيرانيين يحصلون على أقل الأجور وهم أكثر القوى العاملة في العالم وهنا أمام الطرد ويمرون بظروف شغلية غير آمنة.
مع أن ركودا اقتصاديا هائلا سائد في إيران الا أنه وأخطر من ذلك، هو لامبالاة الملالي الحاكمين في إيران تجاه مصير العمال والذين يجعلونهم ضحايا سياسات النظام الاجرامية وهو الذي يشكل العامل الأول في أن يعيش العمال حياة بائسة.
ان نهب حصيلة عمر العمال وحياتهم وقمع احتجاجاتهم العادلة هو الآخر من القواسم المشتركة للأجنحة الحاكمة في نظام ولاية الفقيه. ولذلك فان وضع العمال في إيران يصبح أسوأ عاما بعد عام وفق التقارير والاحصائيات الرسمية.
كما ان الوضع المأساوي لمواقع سكن ومخيمات العمال في مختلف نقاط البلاد لاسيما في منطقة «بارس الجنوبية» وفي عسلوية و«نخل تقي» ليس إلا وصمة عار على جبين الملالي الحاكمين في إيران.
الملالي وصفوا في دعاياتهم عسلوية بأنها «الحضارة النفطية العملاقة» أو «عاصمة طاقة البلاد» غير أن واقع حضارة الملالي هو الوضع السائد الذي يعيشه عشرات الآلاف من العمال المساكين في غرف ضيقة ومكتظة بالعمال وملوثة بشدة تطغى عليها الصراصير والقرادة مع حصص قليلة ومتردية من الطعام ما يؤدي دوما إلى تسمم العمال وآليات النقل المستهلكة التي تقتل عددا كبيرا من العمال سنويا. كما ان توزيع المخدرات بطلاقة جعل حياة الكثيرين من العمال مدمرة في ظروف تكاد لا توجد فيها المياه العذبة في ظل قلة الخدمات العلاجية والصحية وبات العمال محكوم عليهم بالعيش في وضع يكاد يكون حالة الرق.
نعم، إن الملالي أسسوا ركائز حكمهم على هكذا حالة من الفقر والفاقة. انهم لا يريدون ولا يستطيعون إحداث أقل تغيير في هذا الوضع.
ولهذا السبب فان الحصول على الحد الأدنى من حقوق العمال والكادحين الإيرانيين لايمكن بدون تغيير نظام ولاية الفقيه. ولهذا فان نيل أي واحد منها أصبح مرهونا بالنضال ضد النظام بكامله.
نظام الملالي المتأزم واهن مقابل اتحادكم ونضالكم المشترك. إن وقوفكم للمطالبة بحقوقكم العادلة يشكل جزءا كبيرا من نضال الشعب الإيراني للتخلص من الاستبداد الديني وإزالته.
واذا أمعنتم النظر في تاريخ حركة المقاومة ضد نظام الملالي فترون أن العمال الرواد والواعين الإيرانيين كان ومازال لهم دوما حضور لامع سواء في مرحلة النضال السياسي ضد الرجعية وتوزيع صحف من أمثال «بازوي انقلاب» (ذراع الثورة) و«فرياد گودنشين» (صرخة الساكنين في الأكواخ) وفي جميع سنوات المقاومة الثورية أو في صفوف جيش التحرير الوطني.
ليس ببعيد حلول يوم ينتفض فيه العمال والكادحون الإيرانيون الأبطال والشباب المناصرون للمقاومة وأبناء بلدنا المناضلون بتأسيس وحدات جيش التحرير في وقفة بجانب الثائرين من أجل استعادة الحريات والحق الأساسي في السلطة للشعب الإيراني. وليس ببعيد حلول يوم ينال فيه كافة الشرائح المحرومة والمضطهدة من أبناء الشعب الإيراني حقوقهم الانسانية الأساسية والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة والرخاء والسعادة التي يستحقونها في ظل إيران متحررة من اضطهاد الملالي.
هنيئا لكم جميعا باليوم العالمي للعمال!