رسالة مريم رجوي الى لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشيوخ الإيطالي

الأعضاء المحترمون في لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ الإيطالي،
أيها الأصدقاء الأعزاء!

أقدر من صميم قلبي ما تبذلونه من اهتمام بكارثة انتهاك حقوق الإنسان في إيران.

تعد اليوم قضية حقوق الإنسان أشد القضايا الحاحا بالنسبة لإيران وكذلك تعتبر النواة الرئيسية لكل السياسات والحملات التي ورط من خلالها نظام ولاية الفقيه العالم والمنطقة لأزمة خطيرة؛ بدءا من برنامج إنتاج السلاح النووي مرورا بالإرهاب وإثارة الحروب والاحتلال في كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان.

وبعد مضي 18شهرا على وصول الملا حسن روحاني إلى السلطة وذلك بإطلاقه الشعار المُضل بـ«الاعتدال» ، يرى القاصي والداني أن ما نتج من النتيجة هي تصعيد القمع والخناق بشكل سافر.
ويعد 1200حالة إعدام نفذت في ولاية الملا روحاني والاعتداء على النساء برش الحامض والطعن بالسكين في الشوارع معيارا دامغا. كما دافع روحاني عن تنفيذ أحكام الإعدام كحكم للقانون.
ويحرم الشعب الإيراني من حق اختيار الحاكمين حيث تتداول المناصب الحكومية بين مجموعة قليلة من الملالي والأنذال الداعمين لهم. كما باتت الفرص الاقتصادية محتكرة في قبضة قوات الحرس ولم ينل المواطنون الإيرانيون إلا فقرا مدقعا أوصل عدد الجياع إلى 12مليون شخص بحسب مسؤولين حكوميين كبار.

والنساء هن الأخريات اللواتي يتم حرمانهن من فرص العمل بشكل فادح نتيجة ما ينتهجه الملالي الحاكمون من سياسات لمقارعة النساء. كما تنص مادة جديدة على دعم وتوفير الحماية لميليشيات يعتدون على النساء و الشباب في الشوارع.
ومتزامنا مع ذلك ترزح الأقليات القومية والطوائف الإيرانية المتنوعة لقمع شديد. والآن يخضع عشرات الأشخاص يعيشون تحت حكم الإعدام لمجرد كونهم من أبناء السنة. وأعدم في شهر أيلول/ سبتمبر شخص لقراءة متباينة للقرآن.
وتعد إيران واحدا من أكبر السجون للصحفيين في العالم. ويعد مجرد النشاط والعمل في مواقع التواصل الاجتماعي اتهام عدد من المحتجزين، كما استشهد البعض كستار بهشتي تحت التعذيب بسبب المدونات.

وفي العراق حيث قتل رئيس الوزارء الصنيع على يد الخامنئي المالكي 116شخصا من اللاجئين الإيرانين من أعضاء منظمة مجاهدي خلق جراء 6هجمات نفذها ضدهم كما احتجز 7منهم كرهائن بينهم 6نساء وأصاب 1400 آخرين بجروح.
ويعاني هؤلاء اللاجئون منذ 6سنوات من حصار مفروض عليهم في كل من أشرف وليبرتي يتمثل في حظر التنقل وحظر اللقاء بعوائلهم ومحاميهم والحصار اللوجيستي واستئناف التعذيب النفسي من خلال بث أصوات صاخبة وفرض حصار طبي غير إنساني أدى إلى استشهاد 22شخصا لحد الآن.
ولماذا يستهدف نظام ولاية الفقيه وبكل هذه الهمجية ، أدنى الحقوق الإنسانية للمواطنين الايرانيين؟ لأنه يجد نفسه للخطر إزاء النقمات المحتقنة للشعب الإيراني ومقاومتهم. كما يعد في الحقيقة انتهاك حقوق الإنسان بهذا المدى من التوسع، حربا أعلن عنها الملالي ضد الشعب الإيراني.
وهنا مع الأسف الدول الغربية إما تلتزم الصمت أو أسوأ من ذلك يقفون بجانب الحكام ويغضون الطرف ويتجاهلون كل هذه الجرائم وذلك من أجل الوصول إلى تنازلات اقتصادية أو سياسية أو من أجل المفاوضات النووية.

ولكن ذبح حقوق الإنسان في إيران أي تقديم أكبر إتاوة للملالي، يعد نفسه مصدرا لحث الملالي على تشديد سياساتهم المتطرفة.
ويعد كل من العوامل الثلاثة أي القمع وانتهاك حقوق الإنسان ومشروع السلاح النووي والسياسات العدوانية في المنطقة الأجزاء الثلاثة الأساسية غير المنفصلة لستراتيجية احتفاظ الملالي بسلطتهم و تلعب ممارسة القمع دورا محوريا فيها.
ولطالما لا يتم ارغام الملالي على وقف الإعدام والتعذيب، فلا يكفون عن السلاح النووي.
ولطالما لا يتم محاسبة ومعاقبة الملالي لانتهاكهم حقوق الإنسان، فلا يكفون عن طموحاتهم التوسعية والإرهاب في الشرق الأوسط.
وعلى هذا الأساس يتوقع الشعب الإيراني من إيطاليا أن تقود مبادرة جديدة للدفاع عن حقوق الإنسان في إيران، في الاتحاد الأوروبي بحيث:
ـ أن تشترط العلاقات السياسية والتجارية مع النظام الإيراني بتحسين وضع حقوق الإنسان خاصة وقف الإعدام والتعذيب.
ـ أن يحال المسؤولون والمتورطون لهذه الجرائم أي رموز هذا النظام إلى العدالة.
ـ أن يرغم نظام الملالي على الرضوخ التام لما أصدره مجلس الأمن من قرارات وإيقاف عملية تخصيب اليورانيوم وقبول حالات التفتيش الدولية في جميع مواقعه ومراكزه المشتبه بها.
ـ أن يرفع الحصار المفروض على مخيم ليبرتي خاصة الحصار الطبي وأن يحال ملف مخيم ليبرتي إلى مؤسسات عراقية وأفراد غير موالين للنظام الإيراني.

أيها الأصدقاء الأعزاء!
أهنئكم بعيد الميلاد السعيد لعيسى بن مريم (ع) مبشر الرحمة والحرية وبحلول العام الجديد وأدعوكم وأدعو جميع المنتخبين الإيطاليين لمساعدة الشعب الإيراني استلهاما مما أمر به السيد المسيح لحب بني نوع الانسان. وأتوجه بشكري إليكم أجمعين.