لا یزال الدرس الأول درس الحرية والانتفاضة من أجل الحرية
رسالة مريم رجوي لمناسبة بدء العام الدراسي 1400-1401 (الإيراني)
أعزائي طلاب المدارس والجامعات،
أيها المعلمون والأساتذة الشرفاء!
تحياتي لكم جميعًا في بداية العام الدراسي الإيراني 1400. الدرس الأول في أي مدرسة أو جامعة لا یزال درس الحرية والانتفاضة من أجل الحرية. هذا درس وكتاب كتبه وتعلّمه الشباب والمراهقون الإيرانيون جيلا بعد جيل منذ الثورة الدستورية؛ حتى اليوم الذي سيفوز فيه الشعب الإيراني في اختبار وطني كبير بإسقاط نظام ولاية الفقيه.
للأسف هذه هي السنة الثانية التي يواجه فيها العام الدراسي تفشي كورونا والمأساة التي جلبها نظام الملالي في تعامله مع هذا المرض. لو لم تکن هذه السياسة الشائنة، ولو أنفق خامنئي وعصابته المتعطشة للدماء جزءًا صغيرًا مما ينفقونه على القمع في الداخل والتحريض على الحروب في المنطقة أو على البرنامجین النووي والصاروخي، لو أنفقوا على التطعيم العام، لكان بإمكان المدارس والجامعات مواصلة الدراسة في بيئة سليمة وآمنة هذا العام، وكان طائر الموت والقلق قد غادر فناء جميع العائلات، بمن فیهم التربويين والأكاديميين.
في مواجهة المرض والموت والفقر، تراجع وذهب نظام التعليم أكثر فأكثر إلی الوراء. وسجل نظام الملالي العام الماضي في مجال التربية والتعليم ما يلي:
ما يقرب من 3 ملايين طالب تركوا الدراسة بسبب الفقر المدقع (حسب ايرنا في 16 يونيو 2021 نقلا عن وزير التربية والتعليم للنظام)، وزيادة الأمية إلى حوالي 12 مليون (وفق وكالة أنباء ايسنا في 13 ابريل 2019 في حوار مع علي باقرزاده رئيس منظمة مكافحة الأمية)، منهم 4 ملايين على الأقل من الأطفال العمّال (حسب صحیفة انديبندنت 26 نوفمبر2020)، وانخفاض سن الإدمان بين الطلاب إلى 12عاما (حسب وكالة أنباء دانشجو في 11 يوليو 2021)، وزيادة حالات الانتحار بين الطلاب، ومعدل ترك الدراسة 50٪ للفتيات (وفق وكالة أنباء ايسنا في 13 ابريل 2019 في حوار مع علي باقرزاده رئيس منظمة مكافحة الأمية) في المحافظات المحاذیة للحدود، والعديد من الحقائق المأساوية الأخرى إلى جانب إنشاء عشرات المدارس الفاخرة في طهران والمدن الكبرى التي توفّر أفضل المناخ التعليمي لأبناء الذوات لنحو 100 مليون تومان سنويًا وزیاراته الصيفية إلى الخارج لا تتوقف.
أعزائي طلاب المدارس والجامعات!
إن جيلكم الطليعي الأول، الذي کان علی وعي عميق بطبيعة الملالي المعادين للإنسان، بدأوا النضال منذ ثمانینات القرن الماضی وضحّوا بالغالی والنفیس. ثلاثون ألف بطل من نفس الجيل المنتفض بقوا ثابتين في مواقفهم وقبلوا المشانق في عام 1988. أردكان وأردلان دار أفرين، طالبان متحمسان من لاهيجان قتلهما النظام في سن 22 و 23 عامًا بعد أن قضيا 7 أعوام في السجن، أو ليلى مدائن وزهراء نياكان وعيسى حسين بور وبرويز مجاهدنيا وعدد لا يحصى من طلاب المدارس والجامعات الآخرين، هم روّاد طريق ممدود على مدى العقود الثلاثة الماضية. وإن الحضور النشط للشباب والفتيان، بمن فيهم الطلاب، في انتفاضة نوفمبر 2019 والانتفاضات في محافظتي خوزستان وسيستان وبلوشستان، هو استمرار لنفس الأسلوب والنمط.
في هذه الأيام وطوال العام الماضي، شهدت المدن الإيرانية احتجاجات المعلمين والتربويين والطلاب الأحرار المنتفضين، الذين جاءوا إلى الشوارع رغم تفشي كورونا للاحتجاج على سلب حقوقهم وانتهاك كرامتهم وحرياتهم ولضمان صحتهم .. ولم یکن ردّ النظام علیهم سوی الغازات المسيلّ للدموع وهجمات عناصر القمع.
من الواضح أن الحصول على أبسط الحريات والحقوق لقطاع المعلمين والأكاديميين، شأنهم شأن مختلف أبناء الشعب، مرهون باستعادة إيران من براثن الملالي الأمر الذي لا یمکن تحقیقه إلا من خلال التلاحم مع الانتفاضات الوطنية.
نظام الملالي على وشك الانهيار. ونصب خامنئي إبراهیم رئيسي سفاح مجزرة عام 1988 في منصب الرئاسة بسبب مأزق النظام. لكن جيلكم المنتفض – القوة الرئيسية للانتفاضات – كما أظهر ممثلوكم الرئيسيون في وحدات المقاومة، أكثر وعيًا وتصميمًا من أي وقت مضى للإطاحة بنظام ولاية الفقيه. وكما وجه زعيم المقاومة مسعود رجوي خطابه إلی الشباب الثوريین داخل الوطن المحتل والمنتمين لجيش الحرية وقال:
“إنهم لا يعطون الحقوق والحريات لأي شخص بالمجان. حسب مبدأ لا يحك ظهرك إلا ظفرك، يجب دفع الثمن كاملاً وانتزاع الحقوق من بطون أعداء الحق والحرية”.
إذن قوموا للدفاع عن الحرية وباسم الحرية. نظّموا صفوفكم في كل مدرسة وجامعة، وافضحوا مرتزقة العدو، وارفضوا واعزلوا المأجورين الذين ينسجون النظريات لحفظ النظام الفاسد، وانشروا بين شعبكم حقيقة أن نظام الجلادين يمكن بل ويجب إسقاطه و من ثمّ تحرير إيران وإعمارها. المستقبل المشرق لإيران بين يديكم.
لا يمكن لأي قوة قمعية أن تقف ضد شعب أراد الحرية. شدّوا أيديكم بعضكم مع بعض. إن الأمل واليقين في التحرير هو المنبع الفياض للقدرات والطاقات. من الممكن والضروري تخليص إيران من الملالي وإقامة علاقات حرة تقدمیة.
- الوسوم:إيران, الشعب الإيراني