رسالة نوروزية لندوة حقوق الإنسان والديمقراطية في إيران في مجلس الشيوخ الأمريكي
منذ القدم يتم الاحتفال بنوروز وهو يرمز إلى التحول؛ التحول من أيام الشتاء الحالكة إلى أيام الربيع بطبيعتها الخضراء.
ان حلول نوروز وبدايات الربيع للشعب الإيراني، يحمل معه رسالة بسيطة وفي الوقت عينه ذات مغزى عميق بأن ربيع الحرية آت لا محالة، قد يتأخر ولكنه لن يتوقف. نوروز للشعب الإيراني يحمل أفقا واسعا يزرع الأمل في النفوس بحتمية نهاية النظام الديكتاتوري الديني وتحقيق الحرية والديمقراطية وأن أبناء شعبي المقموعين يستحقون الحياه في مجتمع حر وديمقراطي حيث يشكل مفتاح السلاح والاستقرار في المنطقة. وهذه هي الطريقة الوحيدة لاجتثاث شأفة التطرف الاسلامي باعتباره الخطر الذي يهدد العالم.
ان التحولات في إيران في العام الفائت تدل على وقوع تحولات جدية في العام المقبل. التقديرات الأكثر تحفظا تدل على وقوع أكثر من 3000 إعدام في ولاية روحاني وتواصل تزايد الاجراءات القمعية للنظام.
نهض المواطنون الإيرانيون في مختلف المدن للاحتجاج على ممارسات القمع من قبل النظام وضد الرقابة والفقر والفساد الحكومي المستشري وكذلك على عدم تلبية أبسط مطالبهم وذلك في آلاف التظاهرات الصغيرة والكبيرة كانت أحدثها انتفاضة آلاف المواطنين من أبناء الأهواز البواسل في الشهر الماضي.
لقد أثر موت هاشمي رفسنجاني على النظام وأضعفه بشدة. لأنه كان طيلة 38 عاما الرجل الثاني للنظام وعاملا حاسما لنقطة التوازن الداخلي للنظام.
كما أن الأموال الطائلة الناتجة عن الغاء العقوبات لم تحسن الوضع المعيشي للمواطنين لأن هذه الأموال المفرج عنها من العقوبات يتم صرفها لإثارة الحروب من قبل النظام في سوريا والعراق وغيرها من دول المنطقة وأن وعود روحاني بتشغيل عجلات الاقتصاد كانت فارغة وخاوية. النظام هو العامل الرئيسي لاستمرار الحرب والقتل في سوريا والأزمة في العراق وتوسع داعش وتصاعد الحرب الطائفية في المنطقة.
الواقع أن صب الزيت على نار المواجهات وتصعيد القمع في إيران وتوسيع نطاق تأجيج الحروب والإرهاب يشكل الآليات الحاسمة بيد الملالي لحفظ سلطتهم المشينة والتصدي لفوران الاحتجاجات الاجتماعية وانتفاضة عارمة تنتهي إلى اسقاطهم. ولكن الآن قد وصل الملالي إلى نهاية المطاف وباستهلاك جميع مخزوناتهم الستراتيجية، لا يعود لهم مهرب لا إلى الأمام ولا إلى الخلف وبالنتيجة، سيسقطون على يد الشعب الإيراني ومقاومتهم المنظمة.
وفي هذا الاطار على المجتمع الدولي وأمريكا أن يحاسبوا هذا النظام اللاإنساني على ما ارتكبه من مجازر بحق الشعب الإيراني وبسبب تدخلاته في الحرب في سوريا وبسبب تصدير الإرهاب إلى دول المنطقة والمجموعات الميليشياوية الإرهابية في دول الجوار. كما يجب إحالة ملف انتهاك حقوق الإنسان في إيران إلى مجلس الأمن الدولي لفرض العقوبات الإلزامية عليه. كما يجب إدراج قوات الحرس التي هي الجهة الرئيسية المكلفة بالقمع الداخلي وتصدير الإرهاب إلى دول المنطقة في قائمة المنظمات الارهابية الأجنبية. كما من الضروري تعريف وتقديم المتورطين في مجزرة 30 ألف سجين سياسي في العام 1988 في إيران أمام العدالة وهذا ما يحظى بدعم قوي من الحزبين الأمريكيين.
اني أرحب بمبادرة المشرعين من الحزبين الذين يدعون إلى ممارسة الضغط على النظام الإيراني لوقف نشاطاته المزعزعة للاستقرار في دعمه للمجموعات الإرهابية وكذلك مواصلة إجراء اختبارات الصواريخ البالستية كما أوجه تقديري لتحركهم للمطالبة بتنفيذ القرار 2231 لمجلس الأمن الدولي وكذلك تقديم لائحة لتصنيف قوات الحرس.
وأوجه الشكر أيضا لصداقة المشرعين الأمريكيين من الحزبين ودعمهم لأبناء وطني المقموعين في أرجاء إيران وتضامنهم القوي مع المجاهدين المقيمين في ألبانيا.
الواقع أن تصاعد مواقفكم الداعمة الغالية لنضال الشعب الإيراني لنيل الحرية هو عامل مؤثر أكثر بكثير من أي وقت آخر.
في العام الإيراني الجديد أتمنى لكم جميعا وللشعب الأمريكي النجاح.
أشكركم ونوروز مبارك.
- الوسوم:تنزّل النظام