مريم رجوي: الشعب والمقاومة المنظمة العاملان الحاسمان في تطورات إيران
يمكن ويجب تخليص إيران والمنطقة والعالم من شرور الملالي النووين
زار وزير الخارجية الأمريكي السبعين مايك بومبيو يوم الاثنين 16 مايو/أيار 2022 أشرف الثالث مجمع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والتقى بمريم رجوي. وخلال الزيارة تفقد السيد بومبيو متحف المقاومة في أشرف الثالث ثم شارك في اجتماع للمجاهدين في قاعة بهارستان في أشرف الثالث وألقى كلمة.
في بداية الاجتماع رحّبت مريم رجوي بالوزير بومبيو وقالت في كلمة:
معالي الوزير
مرحبا بكم في أشرف الثالث، بيت الشعب والمقاومة الإيرانية.
هؤلاء الذين تجمعوا هنا هم امتداد لتاريخ نضال الإيرانيين المستمر منذ 120 عامًا من أجل الحرية. بينهم ألف سجين تعرّضوا للتعذيب في ديكتاتوريتي الشاه والملالي.
خلال زيارتكم لمتحف المقاومة، شاهدتم جانبًا من معاناة أبناء الشعب الإیراني، وأیضاً مقاومتهم من أجل نيل الحرية رغم أشدّ صنوف القمع.
معركة شرسة بين الشعب الإيراني والفاشية الدينية مستمرة منذ 43 عامًا، وستستمر حتى إقامة جمهورية ديمقراطية حرة.
حاول الملالي أن یصطنعوا ذات يوم عدواً من العراق ويومًا آخر من الولايات المتحدة، لكن الشعب الإيراني ومنظمة مجاهدي خلق قالوا إن العدوّ موجود هنا في إيران.
الملالي یصفون المجاهدين بالإرهاب والحرابة والطائفیة و أنهم طائفیون ليس لهم قاعدة شعبیة في إيران، والعديد من الاتهامات الأخرى.
المعركة في إيران اليوم تتّسم بصفتین :
– ضعف النظام في غایته من جهة، والغضب الشعبي وعدم الرضا في حده الأقصى من جهة أخرى، مما يؤدي إلى اعتلاء المقاومة المنظّمة.
الشعب ومقاومته المنظمة، العامل الحاسم لأي تغيير في إيران، هو ما تم تجاهله في السياسة الغربية لمدة أربعة عقود وجعل الفرصة سانحة أمام الملالي ليصلوا إلى عتبة امتلاك قنبلة ذرية.
كما صرّح معالیک في سبتمبر الماضي أنکم “تقفون في الجانب الصحيح من هذه المعركة”. وقلتم: “إيران لن تعود أبدا إلى دكتاتورية الشاه أو نظام دیني. النضال الرئيسي هو النضال في الشوارع وفي المساجد وفي أذهان الشعب الإيراني. أي الانقسام بين الشعب والمعارضة المنظمة الساعية للحرية والديمقراطية من جهة، والنظام (الملالي) برمته من جهة أخرى. وكنتم على الجانب الصحيح في هذه المعركة لأكثر من عقد”.
في هذه الأيام تضاعف سعر الخبز بمرّات في إیران. لهذا السبب تنتفض المدن واحدة تلو الأخرى ضد نظام الملالي.
المهادنة أم الحزم؟
نعم، من خلال إلقاء نظرة على الظروف الموضوعية الراهنة واندلاع الانتفاضات المتتالية في إيران اليوم، يمكننا أن نرى في الأفق بوادر إسقاط النظام. لقد أخذ الشعب قراره لخوض المعركة النهائية ضد النظام.
وأنتم أکّدتم في يناير 2019: “علينا مواجهة نظام آيات الله، لا أن نداعبهم”
هذا هو التحدي الرئیسي في مجال السیاسة تجاه إيران خلال العقود الأربعة الماضية: المهادنة أم الحزم؟ الوقوف إلى جانب الديكتاتورية أم الشعب؟
سياسة الاسترضاء مع الفاشية الدينية التي أدت إلی استراتيجية العواصم الخمس التي صرّحتم بها قبل ثلاث سنوات ونصف، في إشارة إلى الوضع في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
لطالما قلنا إن سیاسة المهادنة ومنح الامتيازات لهذا النظام لا تقيّده ولا تغيّر سلوكه، بل تمنحه فرصة وتجعله أكثر جرأة في سياساته الهدّامة.
وقبل أربعة أعوام في مثل هذه الأيام أعلنتم 12 شرطاً لتغيير سلوك النظام. لكن العالم رأى أن الملالي لم يقبلوا حتى مادة واحدة من هذه الشروط، خاصة في وقت كانت حكومة «إصلاحية» على السلطة.
تجاهل الغرب مطلب الشعب الإيراني ومقاومته. وان تجاهل هذا العامل هو العيب الذي فاجأ الغرب في الثورة المناهضة للشاه وسقوط نظامه.
وفي الأشهر الأخيرة لجأ الشاه إلى أعمال القتل والحكم العسكري لكن جاءت بنتائج عكسية.
ومن أجل مجابهة الانتفاضات، عيّن خامنئي سفّاح مجزرة السجناء السياسيين في عام 1988 رئيساً للبلاد بغية إنقاذ نظامه. لكن بعد عام، يمكن القول على وجه اليقين أن حلم خامنئي لم يتحقق، والنظام في طريق مسدود وليس له مستقبل سوى السقوط المحتوم.
وهنا یجد النظام المخرج في القضاء علی المقاومة المنظمة والبديل الديمقراطي الوحيد من خلال القمع والإرهاب والشيطنة. بل یوحي بأنه لا يوجد بديل للنظام.
نظام الملالي المجرم وضعکم فی قائمة أهدافه الإرهابية.
وهذا برأيي يدلّ على صحّة وأهمية مواقفكم، ویعدّ وسام الشرف التاريخي لأي شخصية تضعها الفاشية الدينية هدفاً لإرهابها. الملالي بالطبع سوف يأخذون هذه الأحلام والأوهام إلی قبورهم.
مطلب المقاومة والشعب الإيراني
معالي الوزير
قبل أيام، أدانت محكمة الاستئناف البلجیکیة في مدينة أنتويرب ثلاثة مرتزقة تابعين لوزارة مخابرات النظام الإيراني بتهمة التخطيط لتفجير تجمع المقاومة الإيرانية في باريس. كان يقودهم دبلوماسي إرهابي للملالي صدر حكم قطعي عليه بالسجن 20 عاماً.
أثبت إرهاب الدولة قبل كل شيء خوف النظام من المقاومة الإيرانية وبديله الديمقراطي.
بعد قرار محكمة أنتويرب، طالبنا بقطع العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي والنظام الإيراني. تقول تجربة 40 عامًا من الخبرة إن هذا النظام لا يفهم لغة سوى لغة القوة والحزم.
ولتحقیق هذا الهدف، انتشرت وحدات المقاومة في جميع أنحاء البلاد. خلال العام الماضي، نفذّت هذه الوحدات أكثر من 2230 حملة مناهضة لأجواء القمع ومهّدت الطريق للانتفاضات.
منذ فبراير / شباط، عطّلت وحدات المقاومة خلال حملات كبرى، العديد من شبكات الإذاعة والتلفزيون التابعة للنظام، ووزارة الرقابة [الإرشاد]، ووزارة نهب المزارعين.
كما تنشر المقاومة الإيرانية منذ يوم الخميس سلسلة من المعلومات القيّمة من العاملین فی هیئة سجون النظام لإطلاع الشعب. وهذه المقاومة هي التي كشفت عن المواقع النووية والصاروخية السرّية للنظام قبل 20 عامًا ودقّت جرس الإنذار. وإلا كان الملالي قد استحوذوا على القنبلة النووية في وقت مبكّر.
واليوم نحن نحّذر من المماطلة والتأخیر.
نقول إن إيران والمنطقة والعالم يمكن ويجب تخليصها من شرور الملالي النوويين.
أولاً، من خلال فرض مقاطعة شاملة وعزل الفاشية الدينية من المجتمع الدولي ووضع هذا النظام تحت المادة 41 من الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة.
ثانياً – إحالة قضية انتهاكات حقوق الإنسان وإرهاب نظام الملالي إلى مجلس الأمن خاصة مجزرة 30 ألف سجين سياسي عام 1988 وقتل 1500 شخص خلال انتفاضة نوفمبر 2019.
ثالثا – الاعتراف بنضال الشباب المنتفضين ضد قوات الحرس ومقاومة الشعب لإسقاط نظام الملالي.
وأخيرا كما قلتم “في نهاية المطاف، الشعب الإيراني سيتمتع بحکم ديمقراطي قائم على فصل الدين عن الدولة و وجمهورية غير نووية“.
لقد كرّس الرجال والنساء المجتمعون هنا أنفسهم لتحقیق هذا الهدف حتى آخر نفس. إنهم وأصدقاؤهم في وحدات المقاومة سيرحّبون بالسيدة والسيد بومبيو ذات يوم في طهران.
أشكركم
- الوسوم:إيران, الحریة, المقاومة الايرانية, مجاهدي خلق, مریم رجوي, نظام الملالي