مريم رجوي: نقول للدكتور محمد مصدّق الكبير الراحل إن الشعب الإيراني ملتزم وعازم في نضاله من أجل الحرية
كلمة في أشرف الثالث بمناسبة ذكرى انتفاضة 21 يوليو/تموز 1952
في الذكرى السبعين للانتفاضة الكبرى للشعب الإيراني في 21 يوليو/تموز 1952، نحيّي الروح الطاهرة للراحل الدکتور محمد مصدّق زعيم الحركة الوطنية للشعب الإيراني المناهضة للاستعمار.
21 يوليو 1952 كان بوتقة اختبار الشعب الإیراني
كما قال الدكتور مصدّق في الذكرى الأولى لتلك الانتفاضة العظيمة: “21 يوليو ذكرى لا تُنسى في تاريخ النضال المستمر للأمة الإيرانية. لأن في هذا اليوم كل أبناء الأمة، أيّ كان طبقته ومنصبه، عملوا بقلب واحد ولغة واحدة، ولم يتوقفوا قبل تحقیق هدفهم”.
نوجّه تحياتنا إلى شهداء الانتفاضة الوطنية في 21 يوليو، ونرافق مصدّق الكبير في تقدیم آيات التقدير والتكريم الصادق لأرواح هؤلاء المناضلين الطاهرين الذين ناضلوا من أجل الحرية.
وحقًا أن سلوک طريق الحرية والاستقلال غير ممكن إلا بثمن باهظ لدماء خيرة أبناء الشعب ومعاناة روّاد هذا الطريق.
لهذا السبب، أصبحت الانتفاضات الكبرى للأمة الإيرانية من 21 يوليو 1952 إلى 20 حزيران 1981، وفقًا لمصدّق، “بوتقة لاختبار الشعب الإيراني ليمحّص ذهبه الخالص من الخبث والفساد” …
الآن، وبعد سبعين عامًا من انتفاضة 21 يوليو، وفي الذكرى الحادية والأربعين من تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وفي ذروة تطور نضال الشعب الإيراني، أنا فخورة بأن أقول للزعيم الراحل، مصدّق الكبير: كما تمنيت أنتَ، فإن الأمة الإيرانية “عازمة على المثابرة والصمود” في النضال من أجل الحرية و”هذا الشعب یختار الموت على حياة ملوثّة بالعار والفضيحة عندما يتطلب شرف الوطن واستقلاله”.
إن قائمة شهداء الحرية ضد دكتاتورية الملالي المضرّجة بالدماء، من ثلاثین ألف مناضل اختاروا المشانق [عام 1988] إلى آخر الشهداء من شباب الانتفاضة واستشهاد كل فرد من أعضاء وحدات المقاومة، خير شاهد على هذه المقاومة والصمود.
قيادة مصدّق لم تقبل المساومة
مصدّق رجل دولة ماثل اسمه في ذاکرة التاریخ كرائد الحركة المناهضة للاستعمار في الشرق الأوسط والشرق عامة لقيامه بتطبيق فكرة تأميم النفط الإيراني.
قيادة مصدّق لم تقبل المساومة، وانتصاره في مجلس الأمن ومحكمة لاهاي في الدفاع عن حقوق الأمة الإيرانية ضد نوايا الشاه والمستعمرين أثبت أن إقامة حكومة ديمقراطية في إيران أمر ممكن من خلال الاعتماد على أصوات الشعب، والدفاع عن المصالح الوطنية الأصيلة وخالية من الفساد والاستبداد،.
لو لم تمنع ديكتاتورية الشاه استمرار حكومة الدكتور مصدّق الوطنية في تلك الحقبة من التاريخ؛
ولو لم تقمع ديكتاتورية الشاه من خلال الانقلاب العسکري في 19 أغسطس 1953 طلبات الحرية والتیارات الوطنیة؛
لو لم يقم الشاه بسجن وإعدام أصدقاء مصدّق، وخاصة “شهيد الوطن” الدكتور حسين فاطمي، لكان صورة إيران مختلفة دون أدنی شكّ.
بعد ذلك، وفی مواصلة النظام الاستبدادي، مهّد الشاه الطريق لسلطة خميني وعصابته المجرمة من خلال اعتقال وإعدام قادة منظمتي مجاهدي خلق وفدائيي خلق.
كما قال قائد المقاومة مسعود رجوي: “لم يكن مصدّق فردًا، بل كان نهجًا. الحملات التي وُجّهت إليه من جميع الجهات كانت تستهدف نهجه ونواياه؛ نهج الاستقلال والحرية وطريق العصيان على الاستعمار الأجنبي والديكتاتورية والرجعية في الدولة.
تحيات الشعب الإیراني إلى الزعيم الراحل للحركة الوطنية الإيرانية الذي تحمّل السجن والنفي والوحدة في قرية أحمد آباد. لقد تحمّل التشهير من قبل الرجعية والاستعمار والأكاذيب والافتراءات، لكنه وقف موقف الرجال متمسّكا بعهده مع الحرية واستقلال الوطن.
وهو أن “يتحكم شعب إيران بمصيره، ولا تحكم البلاد إلا إرادة الشعب”.
مع الرسالة الأخيرة للدكتور مصدّق في ديسمبر 1958 من قرية أحمد أباد، نكرّم اسمه وذكراه عندما قال للشعب الإيراني الأبي العزيز أنه لا ينبغي أن يخاف من أي حادث وأن يواصل حركته المقدسة على طريق الفخر الذي قام به.
وحقًا أن مسعود رجوي ومجاهدي خلق وخلال النضالات الدؤوبة التي شهدتها العقود الماضية الحساسة من تحديات خطيرة قد اجتهدوا لإعلاء اسم مصدّق وتعزيز دربه ليبلغ مبلغه ويحفر اسمه ليبقى خالدًا في صفحات نضالات الشعب الإيراني.
ونحن نقول لمصدّق الكبير: قلنا نعم للمهمّة المجيدة والالتزام الذي وُضع على أكتافنا في التاريخ المعاصر. ونرفع راية الحرية والجمهورية الديمقراطية لشعب إيران لترفرف خفّاقة على قمة دماوند.
نهدي كل السلام والتحية لمصدّق الكبير
المجد والخلود لشهداء انتفاضة 21 يوليو الوطنية
- الوسوم:إيران, المقاومة الايرانية, انتفاضة إيران, مجاهدي خلق