رجوی: إیران تتحرر من النظام الدیكتاتوری.. والملالی یرتعدون
ودعت رجوی الشعب الإیرانی إلی توسیع معاقل الانتفاضة، إذ یمكن فقط للشعب والمقاومة الإیرانیة تغییر النظام، ومنح البلاد “مستقبل لامع وخالٍ عن الإعدام والتعذیب والتمییز والقمع یلوح فی الأفق.”
وطالبت رجوی فی رسالة إلی المجتمع الدولی الاعتراف بنضال الشعب الإیرانی والمقاومة الإیرانیة لوضع حد للدكتاتوریة الدینیة.
ولفتت رجوی فی رسالتها أن أخطار برنامج السلاح النووی، والصاروخی، والإرهابی للنظام الإیرانی وتدخلاته فی المنطقة، ستزول فقط بالإطاحة بهذا النظام وتحقیق الدیمقراطیة فی إیران، إذ یجب محاسبة النظام علی انتهاكه لحقوق الإنسان.
وتأملت رجوی أم یفرض المجتمع الدولی عقوبات كاملة نفطیة ومالیة علی النظام، مطالبة بإیقاف التجارة مع التابعین لقوات الحرس أو المؤسسات التابعة لخامنئی، إذ أن إسقاط النظام محتوم، وإیران ستتحرّر.
وقالت رجوی إن تصاعد لهیب الانتفاضة المباركة التحرّریة فی العاصمة طهران وفی أنحاء إیران كافة: حیث انتفضت من جدید مدن مشهد، وشیراز، وقشم وبندرعباس، وإلی كرج، وكرمانشاه وإلی شهریار، وإسلام شهر وكاشان وأراك وأصفهان ورامهرمز.
وأضافت “نعم، لهیب الانتفاضة لا ینطفئ، بل یبقی مشتعلاً ویتوسّع نطاقها باستمرار ویتعمّق. والیوم أصبحت طهران العاصمة، أكبر مدینة عاصیة فی العالم. هدیر أمواج المدن وهتافات الشباب المنتفضین، تعكس نبضات قلب الشعب الإیرانی فی شوقه إلی الحریة، ومن أجل إیران حرّة.
ولففت إلی أنها حضرت إلی المؤتمر لتصرخ بصوت عال ما یهتف به الشعب الإیرانی فی الشوارع: إسقاط هذا النظام أمر محتوم. الانتصار أمر مؤكّد وإیران تتحرّر.
ووضحت رجوی آلیة إسقاط النظام، فمنذ انتفاضة دیسمبر الماضی، ظهر فی الأفق بركان التغییر وسقوط النظام فی إیران وبرزت ملامح سفینة انتصار الثورة الدیمقراطیة فی إیران خالیة من الملالی.
وتابعت رجوی فی ظلّ شمس المقاومة، تبخّرت شعوذة وجود «حلّ» داخل الفاشیة الدینیة وتم إبطال سحرها. فالشعب والشباب المنتفضون المتمرّدون، أعلنوا نهایة لعبة الجناحین داخل النظام. اولئك الشباب، الذین یسلكون مسار النضال وطریق المقاومة والهجوم علی النظام بأقصی قوة ودون خوف وتردّد، مهما كلّف الثمن.
وأضافت رجوی أن «عمّال قصب السكر فی هفت تبه، استأنفوا انتفاضتهم. ثم عمّال المجموعة الوطنیة للصلب فی الأهواز، وتلتهم انتفاضة مزارعی أصفهان. وأما المصلّین فی أصفهان، فقد أداروا ظهورهم علی إمام الجمعة المعیّن من قبل خامنئی هاتفین: أدبرنا للعدو ووجّهنا نحو الوطن».
وقالت “عندما كانت محافظة أصفهان فی حالة التهاب، انتفض مواطنونا العرب فی خوزستان، وخاصة فی مدینة الأهواز. بعد ذلك، انتفضت كردستان وأثار إضراب المواطنین المستمر فی مدینة «بانه» الإعجاب. ثم فی خارطة طریق الإسقاط، ظهر مثال وعلامة فارقة جدیدة: كازرون، مدینة الانتفاضة والنار والدم، مع نساء باسلات إلی جانب إخوانهن، أسوة بأشرف بوابل من الحجارة، هجوم قوات العدو المدجّجة بالسلاح.”
ونوهت رجوی أنه “من هنا عجلة الانتفاضة أخذت وتیرة سریعة: إضراب السائقین وأصحاب الشاحنات الكادحین فی 285 مدینة فی 31 محافظة إیرانیة واستمر لمدة 12 یوما وهزّ أركان النظام. “
وكشفت رجوی أن المؤشّر الثالث لسقوط النظام الكهنوتی الحاكم فی إیران، هو أن التوترات والتناقضات الاقتصادیة والاجتماعیة، لاسیما الغلاء والبطالة والفقر وعدم المساواة، قد بلغت حداً لا رجعة فیه. الكل بدأ یتلمّس الموقف الانفجاری. فی حین لا حلّ لدی الملالی ولا یریدون ولا یستطیعون معالجة مشكلة.
وأضافت أن ولایة الفقیه، تفتقر إلی أی شرعیة، وهبط موقع خامنئی نوعیاً. النظام برمته یعانی من مضیقة مالیة. قوات الحرس والبسیج، تتساقط عناصرها. مسرحیة الإصلاحات لحفظ النظام، لم یعد لها أی متفرج، والنظام بكامله غارق فی دوّامة الصراعات الداخلیة.
وقالت إن رابع مؤشّر لمرحلة السقوط هو أن الملالی قد فقدوا علی المستوی الدولی أهم سند لهم فی سیاسة المهادنة فی أمریكا. لقد سقط الدرع الدولی الحافظ للنظام، وفقد النظام عملیاً الاتفاق النووی، وآثار العقوبات الهالكة تتساقط علیه، وبالنتیجة تنخفض قدرته علی إشعال الحروب والمغامرات فی المنطقة. إن العقوبات التسلیحیة والنفطیة التی كانت المقاومة الإیرانیة تدعو إلیها منذ أربعة عقود، بدأت الآن تظهر إلی حدّ ما. وقد ولّی عهد إلصاق التهم بالمعارضة وقصفها بطلب من النظام ومن أجل استرضائه.
وأشارت إلی أن المؤشّر الخامس وهو أهمّ مؤشر لمرحلة سقوط النظام فهو أن ما یخاف منه الملالی، قد حصل علی أرض الواقع، وهو الترابط بین المحرومین والمضطهدین وبین المقاومة المنظمة. وهذا ما أكّده مراراً وتكراراً كل قادة النظام وبیادقه الكبیرة والصغیرة للنظام. وهذا اعتراف منهم بمرحلة نهایة النظام.
وقالت إن مشروع المجلس الوطنی للمقاومة الإیرانیة للحكم الذاتی لكردستان إیران الذی تم تبنیه قبل 35 عاما فی 12 مادة وتم الإعلان عنه، مازال یشكل أحد أشمل النماذج فی العالم. وإیران حرّة وإیران غیر نوویة فی تعایش سلمی مع تعاون إقلیمی ودولی. وهذه هی صورة لبدیل دیمقراطی أمام سلطة الملالی وأی نوع من الدكتاتوریة.
وفی هذا المسار، فان أول خطوة هی نقل السلطة إلی الشعب الإیرانی. وبالاعتماد علی هذا الشعب والقاعدة الجماهیریة، یمكن تجنّب الفوضی والانفلات الأمنی، ویمكن الحفاظ علی وحدة الأراضی الإیرانیة والتلاحم الوطنی والحفاظ علی السیادة الوطنیة.
وبناءاً علی برنامج المجلس الوطنی للمقاومة الإیرانیة، وبعد إسقاط النظام، تتشكل حكومة مؤقتة لمدة 6 أشهر، مهمّتها الرئیسیة تشكیل المجلس التأسیسی عن طریق إجراء انتخابات حرّة وتصویت عام، مباشر، متكافئ وسری للمواطنین الإیرانیین. هذا المجلس التأسیسی واجبه أن یصوغ خلال عامین دستور جمهوریة جدیدة، ویعرضه علی الشعب الإیرانی للتصویت علیه. كما علیه أن یؤسس المؤسسات الأساسیة للجمهوریة الجدیدة حسب أصوات الشعب.