كلمة مريم رجوي في تجمع ممثلي 60 تنظيما ايرانيا في اسلو من النرويج والسويد والدنيمارك وفنلندا
يا مسؤولي وممثلي التنظيمات والتجمعات الايرانية أنصار المقاومة الايرانية في الدول الاسكندينافية!
أحييكم جميعا ويسعدني كثيرا المشاركة في تجمعكم. اني جئت اليوم لأحذر المجتمع الدولي من أنه بسبب المفاوضات النووية مع ديكتاتورية الملالي أن لا يغضوا الطرف عن انتهاك حقوق الانسان والاعدامات اليومية والجرائم المتكررة التي يرتكبها النظام الايراني بحق المجاهدين الأشرفيين واثارة الحروب في المنطقة.
نظام الملالي وبابادة الاشرفيين في مجزرة عامة واقامة منصات الاعدام في عموم ايران وقتل الشعوب في سوريا والعراق ولبنان يريد أن يؤجل سقوطه المحتوم. فعلى الحكومات الغربية أن لا يسهلوا عمل النظام بصمتهم. وعلمنا مؤخرا أن الحكومة الصنيعة للملالي في العراق قد دفنت سرا جثامين 52 شهيدا بطلا سقطوا في مجزرة الأول من ايلول / سبتمبر الماضي في أشرف في عمل يماثل بالضبط اسلوب خميني الجلاد في الدفن السري لشهداء مجزرة عام 1988. وحكومة المالكي لا تقبل أن تكشف متى تم موارتهم الثرى وأين مدفنهم؟ هل تم دفنهم واحدا واحدا أم دفنتهم خفية في مقابر جماعية؟
يا ترى لماذا لم توافق الحكومة العراقية الصنيعة على أن تسلم الجثامين؟
لماذا منعت نشر نتائج الفحص للطب العدلي العراقي بشأن جثامين الشهداء؟
لماذا لم ترد على مئات الرسائل والطلبات والمراجعات من قبل مجاهدي ليبرتي والمقاومة الايرانية لتسليم جثامين الشهداء لهم؟
الحكومة العراقية وبهذا العمل التعسفي تولت فعلا مسؤولية الهجوم بالكامل. وأن فعلتها هذه تأتي بمثابة تأييد على التقرير الوثائقي الصادر عن جيش التحرير الوطني الايراني بهذا الصدد. والآن لماذا لزمت الدول الغربية وبالتحديد أمريكا والأمم المتحدة الصمت؟ لماذا توفر الظروف لإجرامية الحكومة العراقية؟ ولماذا تركوا أفراد عوائلهم دون اطلاع ؟ بينما كان هناك أمهات وآباء وأبناء وشقيقات وأشقاء الشهداء في ليبرتي ينتظرون 160 يوما ليلقوا النظرة الأخيرة على أعزائهم. انهم كانوا يريدون أن يشاركوا في مؤاراتهم الثرى ويقبلون جبينهم في الدقيقة الأخيرة ويجددون العهد على تربتهم الطاهرة.
ومن هنا أقول لجميعكم أنتم أعزائي في سجن ليبرتي ولكل ذوي الشهداء الكرام رغم هذه الجريمة الكبيرة الا أن عهد الجلادين والسفاحين لن يطول وكما قال مسعود رجوي قائد المقاومة: «أقول للمجاهدين الأشرفيين الراسخين عزما وأقول لأصحاب أشرف الوافين على العهد، تذكروا أن شهداء ملحمة أشرف أينما دفنوا فدفنهم مؤقت من وجهة نظرنا وهم من باب الأمانة. من يبقى منا حيا يجب أن يعيدهم الى أراضينا في ”خاوران” بطهران حيث يجب أن تقام لهم مراسيم بطقوس مجاهدي خلق وجيش التحرير الوطني في طهران وبين الجماهير من الشباب والشعب الايراني».
أيها الأصدقاء الأعزاء!
بشأن ليبرتي فان الحصار العلاجي والغذائي والتمويني والصحي يزداد كل يوم كما أن العراقيل أمام توفير المستلزمات الأمنية لنصب الجدران الكونكريتية والملاجئ وغيرها من متطلبات الحماية تزداد أيضا. ولهذا السبب اني أحذر من احتمال وقوع جريمة أخرى ضد مجاهدي ليبرتي في كل لحظة. اذن على الولايات المتحدة والأمم المتحدة أن تعملا بالحد الأدنى من واجباتهما للحيلولة دون وقوع هكذا هجمات.
كما اننا ندعو المجتمع الدولي لاتخاذ عمل فوري لاطلاق سراح الرهائن الأشرفيين ونقل مؤقت لجميع المجاهدين الى أمريكا واوربا وتوفير المستلزمات الآمنية الملحة للحماية من القصف الصاروخي وانتشار مراقبين للأمم المتحدة وفريق من قوة ذات القبعات الزرق داخل ليبرتي وكذلك بيع أموال أشرف من قبل الممثل القانوني للسكان. ان مجلس الأمن الدولي يجب أن يحيل ملف الجريمة ضد الانسانية في أشرف الى محكمة الجنايات الدولية لاجراء تحقيق وملاحقة.
وهنا أدعو الشعب النرويجي وأصحاب الضمائر الواعية للنهوض من أجل هذه القضية الانسانية بشكل فعال وأن يطالبوا المسؤولين في الحكومة بأداء دور نشط في أمن وحماية سكان ليبرتي.
أيها الحضور الكرام!
في الزيارة التي قمت بها قبل أربع سنوات الى اسلو، التقيت بالراحل غونار سونستبي البطل القومي للمقاومة النرويجية ضد النازية. وفي هذا اللقاء انه ثمن مقاومة مجاهدي الحرية وقال لي ان المقاومة الايرانية تعمل نفس العمل الذي نفذته قوات المقاومة النرويجية في الحرب العالمية الثانية بتفجير مفاعل الماء الثقيل لألمانيا النازية.
نستنذكر هنا غونار البطل الذي كان حقا تجسيدا للضمير الحي النرويجي ورمزا لمقاومة الشعب النرويجي واوربا كلها. مرحى بمقاومة الشعب الايراني التي كشفت عن البرنامج النووي المشؤوم للملالي ووضعتهم في الفخ.
والآن مضت ثلاثة أشهر على رضوخ الولي الفقيه للنظام الرجعي لاتفاقية جنيف ومضت 8 أشهر على فشل مخططه في مهزلة الانتخابات ومجيء الملا روحاني. ان مسار هذه التطورات يؤيد تورط نظام الولي الفقيه في أزمة السقوط.
ان تظاهرات المواطنين البختياريين التي دامت عدة أيام في محافظات جهار محال وبختياري وخوزستان واصفهان دليل على حقيقة أن الطاقة العظيمة لانتفاضة الشعب الايراني لاسقاط هذا النظام، تكاد ينفد صبرها. نعم واثر فشل سياسات النظام واستمرار المقاومة والاستياء الاجتماعي فان عجلة الاسقاط بدأت تدور وعلى خامنئي أن يرحل.
أيها الأصدقاء الأعزاء!
الملا روحاني كان يظن بأنه يستطيع بالتراجع لخطوة واحدة وتوقيع الاتفاق النووي التغلب على المأزق الذي يعتري حكم ولاية الفقيه ولكن الاتفاق تحول الى مشكلة للنظام. الخاسر الرئيسي هو كل النظام وبالتحديد شخص خامنئي الذي اضطر على مضض الى التراجع الجدي عن مراهناته الاستراتيجية والسياسية والمالية العظيمة التي كانت مستمرة لمدة 20 عاما بهدف الحصول على القنبلة النووية.
فيما كانت المقاومة الايرانية ومنذ البداية تقول في مواجهة هذا النظام وبوجه حلفائه والمساومين معه ان مشروع انتاج القنبلة النووية هو مشروع لا وطني وخياني ويجب ازالته.
ان المقاومة الايرانية قد كشفت قبل 11 عاما عن مواقع نطنز واراك بينما لم يكن أحد على علم بذلك قبل ذلك التاريخ.
كما ان المقاومة الايرانية قد كشفت عن موقع (فردو) قبل 9 سنوات . بينما الحكومات الكبرى قد مروا مر الكرام تجاهه ومضت أربع سنوات حتى قام زعماء أمريكا وفرنسا وبريطانيا بالحديث عنه.
والآن أهم عناصر الأزمة التي أخذت بتلابيب النظام هي نفس مواقع نطنز وأراك وفردو. على خامنئي وأتباعه أن يجيبوا لماذا بددوا 200 مليار دولار من ثروات الشعب الايراني لصناعة القنبلة النووية ولأهدافهم الخبيثة وأفقروا وجوعوا غالبية المجتمع الايراني ؟ ولماذا مارسوا التعذيب والاعدام لكي يمرروا هذا البرنامج المشؤوم في ظل الصمت والخناق؟
وخلال هذه الأيام خامنئي الولي الفقيه للنظام يبتعد بعمد في كلماته العلنية بشأن ملف المفاوضات النووية من حكومة الملا روحاني ويؤكد باستمرار أنه غير راض من هذه المفاوضات.
في 28 شباط/ فبراير كان خامنئي يعلن بأنه لا ينقض ما تعهد به نظامه في الاتفاق النووي من جهة ومن جهة أخرى كان يكرر أنه «ليس متفائلا بالنسبة للمفاوضات». انه كان يقول انه لم يكن يظن منذ البداية بأن هذه المفاوضات ستنتهي الى نتيجة. ان هذه المفاوضات كانت نتيجة اصرار هذه الحكومة وتلك.
بعد يوم من كلمة خامنئي، قال الحرسي جعفري القائد العام لقوات الحرس للنظام: «اننا نواجه أزمة… الحكومة .. خاضت المفاوضات لكي تخفف العقوبات… لكن شريطة أن لا يتخطى أحد الخطوط الحمراء». وأضاف أن هدف النظام من المفاوضات هو رفع الضغط الاقتصادي. لذلك أكد «يجب أن نصمت في الوقت الحاضر ونغمض الجفون على القذى.. لأن المرحلة حساسة… ويجب العبور بحذر».
الحقيقة هي:
اولا – خامنئي وبسبب الهزائم التي مني نظامه بها في المجالات السياسية والاقتصادية منها العقوبات الدولية ولاسيما تحت وطأة النقمة الجماهيرية وافق على الجلوس خلف طاولة المفاوضات.
ثانيا – بما أن خامنئي يعرف جيدا العواقب المترتبة على تجرع السم والتخلي عن المشاريع النووي، ينوي فتح الطريق للانسحاب من هذا المسار وقلب الطاولة من خلال الابتعاد عن المفاوضات حيث بالتأكيد سيورطه في ورطة الهلاك بأضعاف.
ثالثا- الولي الفقيه للنظام وبالابتعاد عن حكومة روحاني يوسع الشرخة القاتلة في قمة النظام وبرفع سيف مصلت لاقصاء رئيس النظام، ويكشف عن الوضع الغير مستقر لنظامه على مضض ويبرز تعاظمه.
غير أن نظام ولاية الفقيه يرى بقائه مرهونا بالقمع الداخلي وتصدير الارهاب والتطرف واثارة الحروب في المنطقة والحصول على القنبلة النووية. ولهذا السبب مادام هذا النظام قائما على السلطة فانه لايتخلى عن أي مناسبة لتمرير سياساته.
هناك حل واحد فقط لهذه الأزمة وهو اسقاط النظام برمته على يد الشعب والمقاومة الايرانية. وهنا أعود وأكرر قول مسعود رجوي قائد المقاومة «ان المقاومة بوجه هذا النظام هو واجب وحقنا المؤكد. كنا ومازلنا في حرب ضده سواء بالتخصيب أو بدون تخصيب ، بالنووي أو بدونه… المعركة والمقاومة من آجل الحرية حق الشعب الايراني المؤكد في كل حال».
ولكن يجب أن أؤكد أن في الوقت الذي اضطر نظام الملالي على مضض وهو يعيش أهون حاله الى التراجع عن برنامجه النووي ولو بخطوة واحدة، فعلى الغرب أن لايقدم تنازلات لملالي في المفاوضات النووية بالتخلي عن قرارات مجلس الأمن الدولي.
دعوني أقول بصريح العبارة أن في جميع السنوات الماضية ان الحكومات الغربية هي التي أعطت تنازلات وامتيازات لهذا النظام ووفرت له الفرصة للاقتراب الى القنبلة النووية ولكن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية هم الذين وضعوا نظام ولاية الفقيه في زاوية حرجة.
عليكم اذن أيها السادة! أن لا تفسدوا هذه الانجازات بمواصلة سياساتكم السابقة.
هناك من يبرر الأداء الخجول للحكومات الغربية بقوله ان الغرب يمرر فترة تجربة مع نظام الملالي، كأن مرور 11 عاما لم يكن كافيا للاختبار! ثم اذا أردتم أن لاتفشل هذه الدورة الاختبارية فيجب أن تبدو الحزم والقاطعية.
لا شيء يضر باتفاق جنيف أكثر من ابداء الضعف والهزالة.
وعلى هذا الأساس نقول للحكومات الغربية:
– رتبوا ضمانا قويا حتى لا يستطيع الملالي الحصول على القنبلة النووية. وهذا النظام لا يحصل الا بتفكيك المواقع النووية وازالة كافة أجهزة الطرد المركزي وتعطيل كامل للتخصيب وارغام الملالي على قبول التفتيش المفاجئ وتنفيذ كامل لقرارات مجلس الأمن الدولي.
– أرغموا النظام الايراني على وقف التعذيب والاعدام في ايران
– اقطعوا دابر النظام في سوريا والعراق ولبنان واسحبوا بساطه لاثارة الحروب والارهاب في المنطقة.
– أرغموهم على وقف برنامجهم الصاروخي الذي حظره قرار مجلس الأمن الدولي 1929.
كما أذكر السياسيين والتجار الذين ينتظرون هذه الأيام على أحر من الجمر عقد صفقات مع النظام الايراني بأنكم لن تحصلوا على شيء من الاقتصاد الايراني المنهار في حكم الملالي. فابتعدوا عن هكذا صفقات تصب الزيت على نار اضطهاد الشعب الايراني وقتل الأطفال السوريين والمواطنين العراقيين الأبرياء كون الأطراف الرئيسية للصفقات التجارية هي قوات الحرس والأجهزة القمعية داخل النظام.
يا أنصار المقاومة!
أختم كلمتي بالقاء التحية على الجمعيات الشبابية والنسوية والأطباء والحقوقيين والأساتذة والخبراء الايرانيين في النرويج وغيرها من الدول الاسكندينافية.
كثفوا جهودكم للدفاع عن الحرية وحقوق الانسان والدفاع عن مجاهدي درب الحرية في سجن ليبرتي.
ارفعوا أصوات الشعب الايراني المكبل ضد القمع والاعدام المتواصل من قبل الملالي واعترضوا على الحكومات الغربية التي تتغاضى عن انتهاك حقوق الانسان في ايران بسبب المفاوضة مع النظام.
ان معركتكم على الصعيد العالمي خاصة في الوقت الذي يعيش النظام في دوامة من الأزمات القاتلة، ستكون سندا ومحط أمل للمواطنين خاصة الشباب المنتفضين داخل ايران.
وسعوا تنظيماتكم وتضامنكم ونهوضكم وعدد جمعياتكم . ما تمررونه خلال وقفاتكم الاحتجاجية والاضرابات والحملات السياسية والحقوقية والتمويل كلها تشكل حلقات للمقاومة الراسخة التي آلت على نفسها اسقاط عدو الشعب الايراني.
أجل، نحن عقدنا العزم على اقامة جمهورية قائمة على فصل الدين عن الدولة ومجتمع تعددي مكفولة فيه المساواة بين النساء والرجال والغاء عقوبة الاعدام وايران غير نووية وسيأتي ذلك اليوم باذن الله.
أيها الأصدقاء الأعزاء!
الاسبوع الماضي تحررت اوكرانيا، أهنئ الشعب الاوكراني الشجاع وأتمنى له النجاح في تحقيق أهدافه حتى النصر النهائي. ان مقاومة الشعب الاوكراني ووقفته أمام أي مساومة وخنوع قد حقق نصر الحرية. انه مسيرة يصر عليها الشعب الايراني والمقاومة الايرانية.
هذه المقاومة تمثل ارادة الشعب الايراني الملحة لنيل الحرية وهذا المطلب لا شك سيتكلل بالنجاح.
التحية للشعب الايراني
التحية للحرية
التحية لمجاهدي درب الحرية في ليبرتي
التحية لجميعكم.
- الوسوم:المقاومة الايرانية