رمضان رسالة السلام والصداقة للمنطقة وللعالم الإسلامي
كلمة مريم رجوي في مؤتمر حلول شهر رمضان المبارك
فی الیوم الرابع من رمضان، اقيمت أمسية رمضانية، في اوفيرسورافاز بباريس، يوم الأحد 26 مارس تحت عنوان ولاية الفقيه ألد خصم لإسلام السلام والمساواة – متضامنين مع انتفاضة ومقاومة الشعب الإيراني لجمهورية ديمقراطية، شارك وتكلم فيها عدد من البرلمانيين من الدول العربية ووزراء سابقين وشخصيات سياسية ودينية من فرنسا والعالم العربي.
وقالت مريم رجوي التي شاركت الأمسية الرمضانية عبر الإنترنت في بداية الأمسية في كلمة للحضور:
أيها الأصدقاء الکرام، أخواتي وإخواني الأعزاء، السيدات والسادة
رمضان كريم، مبارك عليكم الشهر الفضيل وعلى جميع المسلمين خاصة في فرنسا.
بدأ رمضان في إيران في وقت سحقت فيه الديكتاتورية الدينية باسم الدين، الحرية والعدالة أی الرسالة الرئيسة لإسلام الرحمة. وبینما يعيش معظم الإيرانيين تحت خط الفقر، حسب الإحصائيات الحكومية، ازدادت ميزانية الأجهزة العسكرية والقمعية وانخفضت ميزانية الخدمات العامة.
في مثل هذه الظروف، استمرّت الانتفاضة منذ 6 أشهر لکن النظام یحاول منع انتشارها بالقمع الوحشي. وخلال الانتفاضة قتلت قوات الحرس أكثر من 750 شخصا بينهم أطفال لكن رغم ذلك الحركة بقیت مستمرة.
في يوم الجمعة الأخیر، نزل مواطوننا البلوش في مدینة زاهدان إلى الشوارع من جديد وهتفوا “الموت لخامنئي” و”الموت للظالم سواء كان الشاه أو الزعيم (خامنئي)” مطالبين بإسقاط النظام. وفي يوم 14 مارس حوّل المواطنون احتفال ليلة الأربعاء الأخير من السنة الإيرانية إلى تظاهرات ضد النظام وفي يوم 16 مارس تجمعوا عند قبورشهداء الانتفاضة ورددوا شعار الموت للديكتاتور والموت لخامنئي.
مثل كل الثورات في العالم نحن واجهنا حيلتين من قبل النظام وحلفائه.
الحيلة الأولى، كانت محاولة النظام وحلفائه الأجانب أن يصوروا بأن المنتفضين يريدون العودة إلى نظام الشاه. كان الهدف من ذلك تحويل مسار الانتفاضة. إنهم يريدون أن يقولوا إنه لا سبيل إلى الأمام، يريدون أن يوحوا بأن الديمقراطية غير ممكنة في إيران وأن أمامهم خياران فقط، إما قبول الوضع الحالي أو العودة إلى الديكتاتورية السابقة. الإيرانيون في إيران وخارجها ردوا بحزم على هذه الحيلة، بشعار الموت للظالم، سواء كان الشاه أو الزعيم (خامنئي)!
تأييد ثورة الشعب الإيراني
أيها الأصدقاء الأفاضل،
في الوقت الذي لم تتخذ الحكومات الأجنبية إجراءات عملية لمواكبة الشعب الإيراني، لکن البرلمانيين في أوروبا وأمريكا وإنجلترا أظهروا أنهم يؤيدون ثورة الشعب الإيراني من أجل جمهورية ديمقراطية. ویتجسّد ذلك في قرار أغلبية الكونغرس الأمريكي والبيانات التي وقعها عدد كبير من نواب الشعوب في برلمانات الدول الأوروبية.
جانب آخر من هذه الحيلة هو أن الملالي يريدون الإيهام بأن شعب إيران قد ثار ضد الإسلام والحجاب وأن الهدف ليس النظام بل الإسلام.
هذه كذبة كبيرة. لأن شعارات الانتفاضة ضد الديكتاتورية. المواطنون لا يريدون من النظام شيئا. بل إنهم يريدون إسقاطه.
شعارات المواطنين تستهدف خامنئي وقوات الحرس وعصابات النظام الفاسدة. هذه الثورة ليست ضد الحجاب بل ضد الحجاب الإجباري. ولهذا السبب فإن أحد الشعارات للنساء هو “محجبات أو سافرات، إلى الأمام نحو الثورة”. هذه انتفاضة لكل الإيرانيين من كل الأعراق والأديان.
الإسلام الحقيقي
خميني وخليفته خامنئي يريدان أن يصورا أنهما ممثلان عن الله والإسلام على الأرض. ويرون خصومهم أعداء الله والإسلام. (محاربين ضد الله)
منذ بداية ثورة 1979 دافع مجاهدو خلق عن هدف الثورة وهي الحرية وتجرأوا على قول “لا” لخميني ودفعوا ثمنا باهظا مقابل ذلك. في ذلك الوقت، كان من الصعب تشخيص طبيعة النظام، لكن مجاهدي خلق، الذين دافعوا عن الإسلام الحقيقي، أعلنوا:
الإسلام ليس كما يقول قادة إيران الجدد، بل الإسلام دين الرحمة والتحرير.
الإسلام ليس دين كراهية النساء، فالإسلام قائم على الحرية والمساواة والاختيار الحر للجميع، رجالاً ونساءً مسلمين وغير مسلمين، وكما يقول القرآن: “إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَیكُمْ.”
قلنا أن كلا من الإكراه في الدين والدين الإجباري يتعارضان مع تعاليم الإسلام.
واستشهدنا بآيات قرانية لنقول إن الأنبياء جاؤوا لخلاص بني نوع البشر «ليَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ». فلماذا أنتم حديثو العهد وبمجرّد استقرارکم وضعتم المزيد من الأغلال والقيود على أعناق الناس.
وفي هذا السياق أكدنا أن الحكم في الإسلام حق للشعب ونتیجة اختياره.
كل هذه الحقوق منصوص علیها في خطة مسعود رجوي للرئاسة في يناير 1980 وفي خطة المجلس الوطني للمقاومة لفصل الدين عن الحكومة عام 1985.
وكذلك في خطة النقاط العشر لإيران الغد، والتي تدعو إلى انتخابات حرة، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة بين المرأة والرجل، وإيران غير نووية.
بالنسبة لنا حرية الاختيار هي قضية أخلاقية وسياسية. كان النظام یحلم بأن لا تكون القوة المعارضة الرئيسية مسلمة. إن صمود مجاهدي خلق وتأثيرهم على المجتمع الإيراني ينبع من التزامهم بالقيم الإنسانية والإسلام الأصيل.
أظهرت تضحية أعضاء مجاهدي خلق ضد الدكتاتورية الدينية أن خميني وخلفائه هم أعداء مخادعون يسيئون للإسلام لمصالحهم الخاصة. وهم مجرمون كبلوا شعبنا ونشروا القتل والارهاب والتطرف في المنطقة.
أصدقاء الأعزاء
أخواتي وإخواني!
تطور تاريخي في طور الحدوث في إیران. ولکم دور في هذا التحول الكبير من خلال دعم الشعب الإيراني ومقاومته، وأنا متأكدة من أنه في هذه الفترة الحرجة، يمكنكم نقل رسائل هذه الانتفاضة والثورة الديمقراطية للشعب الإيراني إلى العالم أجمع.
اتمنى لكم رمضانا مبارك واحتفالا كبيرا. نحن بحاجة إلى دعواتكم ودعمكم في هذا الشهر الفضيل.
إني آملة أن يجلب رمضان هذا العام السلام والصداقة إلى المنطقة والشرق الأوسط. وآملة أن يتحرر العالم الإسلامي من ويلات الملالي.
أشكركم جزيل الشكر
- الوسوم:الاستبداد الديني, الشرق الأوسط, تنزّل النظام, نظام الملالي