اعتراف قادة النظام بمشاركتهم وموافقتهم على مجزرة 1988 وخوفهم من تشوه وجه خميني وزيادة الاعتبار الداخلي والدولي لمجاهدي خلق
اعتبرت مريم رجوي بيان «مجلس خبراء القيادة» للملالي وهو أعلى مؤسسة لنظام ولاية الفقيه بشأن مجزرة السجناء السياسيين بأنه يمثل وثيقة صريحة وقطعية ورسمية تبين موافقة ومشاركة قادة النظام الحاليين في مجزرة 30 ألف سجين سياسي وارتكاب جريمة ضد الانسانية.
ووصف مجلس خبراء الملالي في بيانه هذه المجزرة بأنه «قرار تاريخي وثوري اتخذه الامام الخميني في وقته و في التصدي بجدية ومن دون مسامحة مع المنافقين»…«وادراكه العميق المتسم ببعد النظر». ولكن معذلك فان القرار القاضي بابادة السجناء المجاهدين هو قرار لاإسلامي ولاانساني إلى درجة حيث حتى مجلس خبراء الرجعيين الذي يشمل أكثر الملالي الحاكمين المحترفين بالإجرام وعددا من المسؤولين المباشرين في المجزرة، لا يتجرأ على إعادة القرار ولذلك يعتبره في محاولة متسمة بدجل سخيف قرار خميني «لمحاكمة عادلة لقادة وبعض أعضاء» مجاهدي خلق. الواقع أن قادة النظام يساورهم الخوف بشدة من تزعزع مبدأ ولاية الفقيه وتشوه «وجه خميني» من جهة ومن «تطهير» و«خلق أجواء المظلومية» لمجاهدي خلق من جهة أخرى.
لم يأت صدفة أن دافع خامنئي في الأيام الأخيرة فيما يتعلق بالمجزرة عن «الوجه النير والمبارك للإمام» وكذلك دافع رفسنجاني عن «دور ومكانة الإمام الفذة في التاريخ المعاصر» وقال كبير الجلادين بورمحمدي وزير العدل في حكومة روحاني: «أفتخر أن نفذنا حكم الله بخصوص المنافقين».
وأكدت مریم رجوي لولا يخاف مسؤولو النظام من غضب الشعب الإيراني فلماذا لا ينشرون نص حكم خميني وأسئلة موسوي اردبيلي ورد خميني عليها دون أي نقص في وسائل الاعلام الحكومية. انه حكم لا إسلامي حيث يتعارض حتى مع المبادئ الفقيه الرجعية للملالي الحاكمين. ودعت السيدة رجوي رجال الدين ومراجع الدين في العالم الإسلامي إلى ادانة هذا القرار الإجرامي واراقة دماء 30 ألف سجين سياسي والى عدم السماح بأن تكتب هذه الجريمه الكبرى التي لا مثيل لها في التاريخ المعاصر على حساب الإسلام والمسلمين.
وأضافت مریم رجوي: ان الوثائق التي نشرت حديثا والاعترافات العلنية لكبار مسؤولي النظام ومؤسساته في الأيام الأخيرة تقتضي ضرورة محاكمة مسؤولي هذه الجريمة الكبرى على الصعيد الدولي بأضعاف. المطلوب من الأمم المتحدة القيام بواجبها لتشكيل لجنة لدارسة هذه الاعترافات وتوثيقها كأدلة قطعية للجريمة واتخاذ ترتيبات حقوقية لملاحقة المجرمين الحاكمين في إيران.
وتابعت مریم رجوي: طالما يعترف قادة النظام بارتكاب المجزرة، فعليهم أن يكشفوا عن أسماء الضحايا في هذه المجزرة وأوراق وصيتهم وعلامات لقبورهم بالاضافة إلى الكشف عن أسماء لجان الموت في المحافظات المختلفة واحدة واحدة.
بيان مجلس خبراء النظام يصف قرار خميني بأنه «محاكمة عادلة لقادة وبعض أعضاء» مجاهدي خلق في وقت كان خميني قد كتب في حكمه الشيطاني: «الموجودين منهم حاليا في السجون ومازالوا متمسكين بنفاقهم يعتبرون محاربين ويحكم عليهم بالإعدام … الترحم على المحاربين سذاجة… على السادة الذين يتولون المسؤولية أن لا يترددوا في ذلك أبدًا …». ثم يكتب ردا على أسئلة موسوي اردبيلي يقول «أي شخص كان وفي أية مرحلة، إن كان متمسكا بالنفاق ليحكم عليه بالإعدام . أبيدوا أعداء الإسلام بسرعة وبخصوص مثل هذه الملفات المطلوب هو تنفيذ الحكم في أسرع وقت.».
ولكن بيان خبراء الرجعيين يكشف نقلا عن رسالة خميني إلى منتظري في 26 مارس 1989 عن السبب الرئيسي للابادة الجماعية وكتب يقول: «بما أنه اتضح أنك (منتظري) ستسلم إيران من بعدي (خميني) إلى الليبراليين ومن خلالهم إلى المنافقين فانك قد فقدت أهليتك وشرعيتك لقيادة مستقبل النظام». وعلى الصعيد نفسه كشف مهدي خزعلي من المسؤولين في مكتب رئاسة الجمهورية في ولايتي خامنئي ورفسنجاني، مؤخرا عن بعض الجرائم المروعة التي ارتكبها نظام الملالي في المجزرة 1988 وقال بشأن سبب المجزرة أن منظمة مجاهدي خلق كانت أكبر وأكثر المجموعات المتحدية للنظام عددا حيث كان لها استعراضا هنا في شارع انقلاب (الثورة) لمدة 4 ساعات. القضاء على هذه المنظمة كان يتحقق فقط من خلال هيمنة وسطوة الإمام. وفي واقع الأمر انهم أرادوا اجتثاث هذه المنظمة طالما كان الإمام موجودا وحجتهم كانت تتلخص في أن كل من نطلق سراحه قد يرتد و نواجه أعدادا كبيرة لذلك نعدمهم وهذه الإعدامات من شآنه خلق أجواء من الرعب في العوائل ثم لا يتجرأ أحد على الارتداد».
وقبل بيان خبراء الملالي، كان خامنئي قد أشار في 24 أغسطس خلال استقباله لقادة النظام إلى التسجيل الصوتي للسيد منتظري وأعرب عن قلقه من «مساع لتطهير» وخلق «أجواء المظلومية» لمجاهدي خلق وتشويه «وجه خميني» كما أعرب رفسنجاني هو الآخر في 27 أغسطس عن أسفه ازاء «موجة جديدة انطلقت للحملة على خميني» وقال: «تكاد تكون هذه الموجة متواصلة في كل وسائل الاعلام المعادية الخارجية بحيث حتى قام عمدة باريس مؤخرا بإقامة معرض لمحاكاة مشاهد للإعدام الذي جرى آنذاك… إن دعم منظمة مجاهدي خلق في هذا المقطع الزمني يبعث على الاستغراب والتأمل». مضيفا «إن الهدف الرئيسي للأعداء سواء داخليا أو على الصعيد الدولي هو الانتقام من الدور والمكانة الفذة للإمام».
بدوره قال مجيد أنصاري مساعد روحاني في الشؤون الحقوقية: إضافة إلى تشويه سمعة خميني، هناك «مؤامرة معقدة بدأت تنفذ على المستوى الدولي ترمي إلى تقديم منظمة مجاهدي خلق كمنظمة مشروعة ومدنية».
- الوسوم:الشعب الإيراني