مريم رجوي: التحية لـ «مصدق» الكبير في الذكرى الخمسين من رحيله
ومثلما قال مسعود في أول أسابيع بعد الثورة ضد الملكية على ضريح مصدق: انه «عاش في وطنه غريبا وفي بيته منفيا وفي أيام حياته شهيدا».
وفي غروب طهران الحزينة في 5 مارس/آذار 1967 كان الشعب الايراني حزينا على صمت مصدق بينما استطار قادة الديكتاتورية فرحا كأنه قد تثبت حكمهم للأبد. ولكن مرور التاريخ أظهر من هو المنتصر حقا ومن هو الطرف الذي اصيب باللعنة الأبدية. ومنذ 50 عاما ولحد يومنا هذا، بقي مصدق حيا في قلوب الايرانيين جيلا بعد جيل ويتجدد اسمه وذكراه الطيبة باستمرار. وهذه الحقيقة تنم عن شوق ورغبة لدى الشعب الايراني لتحقيق دولة أسس مصدق نموذجا منها رغم كل الأزمات والضغوط الداخلية والخارجية. حكم ديمقراطي قائم على أصوات الشعب ومدافع عن المصالح الوطنية الأصيلة وعار عن الفساد والاستبداد.
وبعد تأميم صناعة النفط الايراني، كان انتصاره الكبير الآخر ، اثبات حقيقة أن اقامة دولة ديمقراطية في ايران أمر ممكن.
ان معاداة وحقد الملالي ضده بدءا من (الملا) كاشاني والى خميني وخامنئي سببه يعود الى كونهم يرون انكار وجودهم في أواصر المحبة والصداقة بين الشعب الايراني وبين مصدق.
لقد أثبتت التجربة الكبيرة في التاريخ المعاصر أن الانقلاب المشين في 19 أغسطس 1953 وسقوط حكومة مصدق على يد الحكومتين الأمريكية والبريطانية آنذاك قد فتح تاريخيا الطريق أمام ظهور الاستبداد الديني في ايران وتوسع غول التطرف في المنطقة. فيما تبلورت أمنية مصدق التاريخية في مقاومة نهضت من أجل اسقاط الاستبداد الديني واقامة الحرية والديمقراطية.
ومن دواعي الفخر للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية أنه استمر النضال على درب مصدق الكبير في درجات أكثر تطورا وبالاعتماد على النساء والرجال المتفانين الذين «يضحون بكل غال ونفيس من أجل الحرية والاستقلال لايران العزيزة» حسب قول مصدق.
- الوسوم:الشعب الإيراني