زيارة السيناتور تيرزي وزير الخارجية الإيطالي السابق ونواب من البرلمان الإيطالي لأشرف 3 بألبانيا
مريم رجوي: السياسة الصحيحة للمجتمع الدولي هي الوقوف إلى جانب نضال الشعب الإيراني لإسقاط الاستبداد الديني
سعادة السيناتور
النواب المحترمون
أشرف 3 ومناضلو الحرية يرحبون بكم من صميم القلب.
إن دعمكم لحركة تحریر الشعب الإيراني من الاستبداد الديني تذكّرنا بـ “حرب التحرير” ونضالات “حركة المقاومة الإيطالية” من أجل الحرية والديمقراطية.
لا شك أن المدن المنتفضة والشباب الثائرین في الانتفاضة الإيرانية، تذكير لکم بالتضحية التي قدمها الثوار من أجل الحرية والاستقلال لإيطاليا.
الالتزام بالحرية هو نفس المثل الأعلى التی تجمعنا جميعًا ، بغض النظر عن الجنسية واللغة، حول هدف واحد.
لهذا السبب، فإن حضوركم أنتم أصدقاء وأنصار الشعب والمقاومة الإيرانية في أشرف الثالث يعبّر عن التضامن مع قضية الحرية للشعب الإيراني.
الانتفاضة الصوت الموحد للشعب الإيراني لإسقاط النظام
مضت خمسة أشهر على انتفاضة الشعب الإيراني المليئة بالحماس والأمل لكنها في الوقت نفسه موجعة ومؤلمة وشائكة.
– أوصلت هذه الانتفاضة صوت الشعب الإيراني الموحد لإسقاط نظام الملالي إلى أسماع الجميع. الصرخة التي تتردّد في رفض نظام ولاية الفقيه من شوارع طهران إلى زاهدان بشعار الموت لخامنئي.
– هذه الانتفاضة هي الرسالة الشاملة للشعب، من الطلاب إلى النساء والشباب، والتي تتمثل في شعار “الموت للظالم سواء كان الشاه أو الزعيم (خامنئي)” ضد أي نوع من الديكتاتورية الملكية أو الدينية.
– هذه الانتفاضة في الدور الفعال للمرأة باعتبارها طليعة ورائدة الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني ، تعکس للعالم الصورة الحقيقية لأربعة عقود من النضالات المضرجة بالدم للمرأة الإیرانیة ضد الاستبداد الديني .
والآن، عشية الثامن من آذار (مارس)، أصبحت الحقيقة أكثر وضوحًا وإشراقًا من أي وقت مضى، وهي أن نظام ولاية الفقيه، بقيادة النساء، سيُزال إلى الأبد من إيران والتاريخ الإیراني.
جمهورية حرة وديمقراطية متاحة وممكنة
أيها الأصدقاء الكرام!
اسمحوا لي أن أتطرق بإيجاز إلى بعض المواضيع حول التطورات الحالية التي نشأت حول قضية إيران والانتفاضة الإيرانية.
كان كثيرون في العالم، قبل انتفاضة عام 2022، يعتبرون حكم الملالي قويًا لا يتغير مع مشاریعه النووية والصاروخیة ومع عملیاته الحربية والإرهابية ، خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
لكن انتفاضة 2022 جعلت إيران تُعرَف للعالم باسم الحرية ومطلب الشعب للإطاحة بالنظام. إيران على شكل جمهورية حرة وديمقراطية متاحة وممكنة وسيتحقق ذلك بلا شك.
أنتم جميعاً على صورة القمع الوحشي الذي مارسه النظام في الانتفاضة الحالية والذي خلّف أكثر من 750 شهيداً – من الذين أعلنت المقاومة الإيرانية أسماء 664 منهم- وتعذيب الفتيات والفتيان والاعتداء على النساء وتعمية النساء والرجال وقتل الأطفال.
لكن الشعب الإيراني ما زال يهتف بأن الانتفاضة ستستمر حتى إسقاط النظام.
لا يمكن احتواء غضب الشعب الإيراني على هذا النظام. في زاهدان، يأتي الرجال والنساء البلوش إلى الشوارع كل يوم جمعة ويهتفون علنًا الموت لخامنئي. وبدأت القوات القمعية للنظام الأسبوع الماضي في اعتقال وضرب المواطنين منذ صباح الجمعة، لكن المواطنين الشجعان أبرزوا غضبهم أكثر من أي وقت مضى، وتظاهروا وصرخوا قائلين إننا سنقف حتى النهاية.
في غضون ذلك، لم تتوقف ولو ليوم واحد الشعارات الليلية الشعبية ضدّ للنظام وأنشطة وحدات المقاومة ، فيما تتواصل الاعتقالات.
نظام الملالي المعادي للمرأة قام بارتكاب جريمة حكومية متعمدة من خلال تسلسل حالات التسميم في المدارس للبنات في مختلف المدن حيث تعرض العديد من طلاب المدارس للتسمم ونقلوا إلى المستشفيات. جريمة تأتي انتقامًا من الدور القيادي للفتيات الشجعان في الانتفاضة وهي تكملة لمهمة دورية الإرشاد للنظام.
في اليوم الماضي احتجت طالبات المدارس الشجعان مع أولياء أمورهن على هذه الجريمة الوحشية بهتاف الموت لخامنئي والموت للديكتاتور.
أريد أن أقول إن الانتفاضة من أجل إسقاط النظام ورغم كل جرائم النظام تواجه جزر ومدّ، لكنها حقيقة لا تقبل الشك. وفي كل مرة يزداد الأمر حدة على هذه الحكومة القذرة.
لقد أثبت التاريخ أن المنتصر في هذه المعركة هو الحرية والديمقراطية والمساواة. المنتصر هو شعب إيران البطل والشجاع.
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أقدم ائتلاف للقوى الديمقراطية
أيها الأصدقاء الأعزاء!
تحول آخر خلال هذه الفترة هو أنه بموازاة القمع الواسع النطاق، تصاعدت الشيطنة ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، داخل وخارج إيران وفي الفضاء الإلكتروني.
ولكن دعونا نرى لماذا يقوم النظام بالتشهير والشيطنة ويهاجم المؤيدين لمجاهدي خلق والمقاومة. وأنتم الأصدقاء الأعزاء كنتم معرضين لهذه الهجمات عدة مرات.
في أبسط تعبیر، إن الحقيقة هي أن نظام الملالي المهدَّد بالسقوط يريد أن يقول، إن بديلي أسوأ مني.
إنه يريد إنكار ودحض القوة الرئيسية التي تکافح لإسقاطه، وتغطية واقع الحال الذي يهدد وجوده ویضع عراقیل أمام تقدم الانتفاضة والمقاومة الإيرانية.
لأنه يعلم أن القوة الخطيرة الوحيدة الداعية لإسقاطه منذ أكثر من أربعة عقود هي مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
إنه يعلم أن هذا البديل هو ورقة الحل الحقيقي للاستقلال والديمقراطية والعدالة والمساواة في إيران.
إنه يعلم أن مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية لديهم خطوط عریضة ومشاريع محددة حول الحريات وحقوق المرأة منذ 40 سنة، لیس هذا فحسب، بل كانت سباقة منذ سنوات عديدة في مجال المساواة على أرض الواقع من خلال فسح المجال عمليا للهيمنة الحقيقية للنساء وقيادتهن.
وهو يعلم أن أكثر المشاريع تقدمًا بخصوص حقوق القوميات المضطهدة بتقديم خطة الحكم الذاتي لكردستان إيران وحرية الدین والمذهب قد قدمها المجلس الوطني للمقاومة قبل 40 سنة.
والأهم من ذلك، تم إنشاء المجلس الوطني للمقاومة أقدم ائتلاف للقوى الديمقراطية من قبل مسعود رجوي قائد المقاومة الإيرانية منذ عام 1981بهدف إسقاط نظام الملالي وتحقيق الديمقراطية في إيران ، وبقي تحالفًا متناميا ومستمرًا بعد الخوض في معارك ومواقف متناقضة وبعد تقديم 120 ألف شهيد.
منذ البداية لضمان بقائه على السلطة، اعتمد نظام الملالي على ركيزيتين وهما القمع والإعدام في الداخل والإرهاب ونشر الحروب في الخارج. اليوم، ولغرض حرف الانتفاضة من مسارها هو بحاجة إلى آليتين تتمثلان في الشيطنة ضد المقاومة واختلاق بدائل وائتلافات مزيفة مهمتها الموازنة بين رفض النظام و رفض المقاومة ومجاهدي خلق.
هذا مؤشر واضح لتمییز العناصر التي تكرر كلمات واتهامات النظام بدلاً من أن تقف بجانب القوة البديلة الحقيقية الداعية لإسقاط النظام.
لذلك، في المشهد السياسي، الصراع الأساسي هو من سيساعد الانتفاضة على إسقاط هذا النظام وزيادة سرعته، ومن يوقفها ويكسب الوقت لصالح النظام.
السياسة الصحيحة تجاه النظام الإيراني
الواقع أن نظام الملالي، ارتكب جميع أنواع الجرائم بخداع المجتمع الإيراني والمجتمع الدولي.
من تأجیج نیران الحروب في دول المنطقة وصنع القنبلة النووية والابتزاز في المفاوضات مع الغرب، إلى جانب القمع والمجازر داخل إيران مع لعبة الأجنحة تحت عنوان المعتدل والإصلاحي للتعتیم علی طلبات النساء والشباب للحرية.
في مواجهة مثل هذا النظام، الحل الوحيد إسقاطه والانتفاضة والمقاومة.
والسياسة الصحيحة للمجتمع الدولي هي الوقوف إلى جانب نضال الشعب الإيراني لإسقاط الاستبداد الديني.
على المجتمع الدولي الاعتراف بالحق في محاربة هذا النظام القمعي وإسقاطه، وعلى الدول الأوروبية أن تضع قوات حرس النظام الإيراني على قائمة الإرهاب باعتبارها الألة الرئيسية للقمع والقتل.
هذه السياسة ليست فقط واجبًا أخلاقيًا على أوروبا؛ بل إنها مسؤولية سياسية تنبع من التزاماتها بحماية شعبها من الإرهاب وانعدام الأمن.
إسقاط النظام واجب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. لكن الشعب الإيراني يتوقع من أوروبا والعالم تجاوز الإدانات اللفظية وأن تقوم عمليا بإغلاق سفارات هذا النظام وطرد مرتزقته.
المقاومة الإيرانية ملتزمة بالنضال المستمر لإقامة جمهورية تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الرجل والمرأة، وإلغاء عقوبة الإعدام.
الشعب الإيراني عازم على إقامة الحرية والديمقراطية وتحقيق جمهورية ديمقراطية في إيران مهما كلف الثمن.
مجدّدا أشكركم على حضوركم
- الوسوم:الاستبداد الديني, الحریة, المقاومة الايرانية, مریم رجوي