اجتماع «تضامن المنتخبين الفرنسيين مع المقاومة الإيرانية بوجه التطرف المغطى بالإسلام»
شارك فيه شخصيات سياسية ومنتخبون فرنسيون. وتكلم في هذا الاجتماع عدد من الشخصيات السياسية ومنتخبي الشعب الفرنسي بينهم راما ياد وزيرة حقوق الانسان السابقة، ودومينيك لوفور عضو الجمعية الوطنية الفرنسية، وايف بونه المحافظ الفخري، وجان بول جاندون رئيس بلدية سرجي، و برونو ماسه رئيس بلدية وليه آدام ، وكلو كريغير رئيس بلدية آنير سوراواز، وخليد ال فرا، و جان بير بكه رئيس بلدية اوفيرسوراواز السابق.
وقالت مریم رجوي في كلمة لها:
أيها الأصدقاء الأعزاء
هنيئا لكم بالعام الجديد. أتمنى أن يكون هذا العام لفرنسا عام التطور والرفاه والتغلب على التهديدات وللعالم عام السلام والتسامح وللشرق الأوسط وإيران عام نفي الاستبداد الديني.
في مستهل العام، نستذكر كل اولئك الذين زهقت أرواحهم في عام 2015 اثر جرائم المتطرفين بدءا من السجناء السياسيين المعدومين في إيران وشهداء مخيم ليبرتي وضحايا الأعمال الإرهابية في كانون الثاني/يناير وتشرين الثاني/نوفمبر في فرنسا، وأدعوكم إلى الصمت لدقيقة واحدة احتراما لهم.
يسرني حضوركم أيتها السيدات والسادة رؤساء البلديات والمنتخبين الفرنسيين في بيت المقاومة الإيرانية.
الواقع أن رؤساء البلديات والمنتخبين الفرنسيين أي ممثلي أهم مؤسسة ديمقراطية في هذا البلد كانوا دوما ومازالوا بجانب المقاومة الإيرانية وهذا ما يستدعي الإشادة به.
انكم احتججتم على انتهاك حقوق الإنسان وعلى قمع الإيرانيات، انكم دافعتم عن أشرف وليبرتي مقابل هجمات أزلام النظام الإيراني عليهما. كنتم في الصف الأمامي لمعركة العدالة من أجل هذه المقاومة سواء في ملف (17 حزيران) الذي تم غلقه في العام الماضي أو في معركة قوائم الإرهاب التي تم ابطالها في كل البلدان.
البيانات الموقعة من قبل (14) ألفا من رؤساء البلديات والمنتخبين الفرنسيين دعما للمقاومة الإيرانية هي وثائق ذات قيمة حيث تعكس القيم الفرنسية العليا.
وهنا يجب أن نستذكر أصدقائنا الراحلين: آدرين زلر وموريس بوسكافير وكذلك الأب بير الذي يصادف اليوم ليوم رحيله. انهم لعبوا دورا كبيرا في هذا النضال.
ومن الناحية السياسية كذلك مواقفكم تستحق الاشادة بها. انكم قد حذرتم مرات عديدة من عدة مخاطر: حذرتم من الخطر النووي للملالي، من خطر التطرف الإسلامي وانتهاك حقوق الإنسان في إيران ومساعي الملالي لبسط هيمنتهم في المنطقة.
ان الحوادث المأساوية التي شهدتها فرنسا في كانون الثاني/يناير ونوفمبر/تشرين الثاني قد أثبتت أهمية التحذيرات المكررة التي وجهها رؤساء البلديات الفرنسيون من خطر التطرف المتستر بغطاء الإسلام. كما أظهر توسع مجموعة داعش ذا الطاقة الانفجارية من جهة أخرى مدى العواقب المدمرة المترتبة على مساعي الملالي في بسط هيمنتهم عندما قام الملالي الحاكمون في إيران وبمساعدة الأنظمة الصنيعة لهم في كل من العراق وسوريا بقمع شعوب هذه البلدان وبذلك توفرت الأرضية لتنامي داعش.
أيها الأصدقاء الأعزاء!
في العام الماضي وبعد مذبحة 13 نوفمبر في فرنسا، تفتحت العيون على تحد كبير: تحدي قتل أعداد كبيرة من الأبرياء باسم الله. فهل هذا هو الإسلام؟ أم هو اظهار عكسي للإسلام في خدمة الحكومات المستبدة؟
هل يجب مواجهة المسلمين؟ أم بالعكس يجب تعزيز المسلمين المتسامحين والديمقراطيين؟
الواقع أن كل الديانات جاءوا من أجل حرية بني نوع الإنسان ولا من أجل الاستبداد والإرهاب ومقارعة النساء.
وقد ذكر القرآن الكريم لا اكراه في الدين. ولهذا السبب اننا نرفض بحزم أحكام شريعة الملالي. كونها تخالف الإسلام. اننا نرفض الحكومة الاستبدادية سواء أكانت تحت مسمى ولاية الفقيه في طهران أو باسم الخلافة أو الدولة الإسلامية.
هل التفرج على مباراة لكرة القدم أو سماع الموسيقى يعتبر معاداة لله. ولكن قتل 300 ألف سوري ليس محاربة ضد الله؟ الحقيقة أن الإسلام الحقيقي هو مدافع عن الحرية. ومدافع عن مساواة النساء ويدعو إلى سلطة الشعب. نعم الإسلام يدعو إلى التسامح.
اني سعيدة أن أرى أن فرنسا تخطو بهذا الاتجاه. الواقع أن القيم الفرنسية الحقيقية باتت مهددة بالخطر الآن. انها معركة بين القيم. معركة مشتركة نقف خلالها بجانبكم مع 37 عاما من التجربة في النضال ضد الفاشية الدينية واننا نمرر هذه المعركة معا ونمضي قدما إلى الأمام.
أيها الأصدقاء الكرام!
بعد أيام سيزور باريس روحاني رئيس جمهورية الفاشية الدينية الحاكمة في إيران. قبل عامين ونصف العام وفي بدء عمله انه كان يزعم بأنه سيجلب الاعتدال. ولكنه الآن يأتي إلى اوروبا بسجل أسود، أي ألفي إعدام وقمع الاقليات الدينية والإعدامات المتواصلة للسجناء السياسيين وقصف ليبرتي ونشر الفقر والبطالة والركود السائد في المجتمع الإيراني وتصعيد التدخلات المميتة في سوريا والعراق وتأجيح الحرب في اليمن والإرهاب في الكويت والبحرين واختبار صواريخ جديدة.
هناك البعض يقولون من منطلق الدعم للملالي ان روحاني بمنأى عن هذه السياسات، ولكن روحاني لا يفصل نفسه عن هذه السياسات. انه يدافع عن الإعدامات ويدعم ديكتاتورية بشار الأسد ويسعى لتوسيع الصواريخ لقوات الحرس ويدافع عن الاستبداد الديني.
لقد أثبتت التجارب على مدى 30 عاما أنه لا يخرج رجل معتدل من داخل الفاشية الدينية. ان تقديم العون والتعاون مع المدعين زورا بالاعتدال من أمثال خاتمي وروحاني يزيد عمليا صب الزيت على نار القمع في إيران والحرب في سوريا واليمن.
في الاسبوع الماضي دخل حيز التنفيذ الاتفاق النووي بين المجتمع الدولي والنظام الإيراني. انه كان تجربة قيمة وأثبت أن النظام الإيراني هو واهن أمام الضغط.
لم يكن الملالي يقبلون التراجع عن برنامجهم النووي اطلاقا ولكن المقاومة الإيرانية قد كشفت عن مواقعهم السرية والإيرانيون أبدوا معارضتهم لهذا البرنامج المكلف ثم فرض المجتمع الدولي عقوبات على النظام وبالنتيجة رضخ النظام للمفاوضات على مضض.
والآن يجب الضغط على الملالي في مجال انتهاكهم لحقوق الإنسان. يجب اجبارهم على وقف الإعدامات. يجب ارغامهم على الافراج عن السجناء السياسيين. ويجب دفعهم إلى وقف الهجمات على ليبرتي وقتل الشعب السوري. يجب قطع أذرعهم في مجال المنظومة الصاروخية والتخلي عن التدخل في العراق ولبنان واليمن وغيرها من البلدان. وهذا هو طريق السلام والاستقرار في المنطقة.
ان المروجين واللوبي الموالي للملالي كانوا يؤكدون مرات عديدة أن النظام الإيراني يتجه بعد الاتفاق النووي نحو الاعتدال ولكنكم ترونهم الآن يخطون خطوات معكوسة. انهم كانوا يقولون ان الملالي سيحسنون الاقتصاد الإيراني بعد الاتفاق النووي ولكنهم دمروا الاقتصاد الإيراني الآن أكثر من السابق. لأنهم يصرفون كل ما يحصلون عليه في الحرب في سوريا واليمن والعراق.
في مارس/آذار المقبل، هناك اختبار آخر يدق باب نظام الملالي. أي ما يسمى باجراء انتخابات بشكل متزامن لبرلمان النظام ومجلس خبراء النظام الذي على الظاهر يشرف على أداء ولاية الفقيه.
وتجري هذه الانتخابات قطعا بدون حضور المعارضة الحقيقية. انها مجرد مراسيم لتقاسم السلطة بين أجنحة النظام. واذا ما اضطر خامنئي إلى تقديم حصص للجناح المنافس في المجلسين، فانه سيقلل من منزلته واذا ما قام باقصائهم، فان النظام يدخل في دوامة أزمة موسعة.
روحاني يريد من خلال زيارته لاوروبا التستر على ضعف النظام وعزلته. انه يسعى من خلال التظاهر بالاعتدالية للتستر على الإعدامات في إيران ودور الملالي في قتل السوريين.
الشعب الإيراني يتوقع أن لا تفتح فرنسا المجال أمام خدع ومراوغات روحاني ويجدر لفرنسا أن تقف بجانب الشعب الإيراني. لأن ذلك يمثل الدفاع عن الإنسانية وكذلك الدفاع عن قيم فرنسا كما انه يدل على سياسة صحيحة.
ان العامل الرئيسي لزعزعة الاستقرار في المنطقة والحرب وموجة الإرهاب وتدفق اللاجئين هو النظام الإيراني. ولكن مفتاح مواجهة هذا النظام بيد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
ان طلب الشعب الإيراني من المجتمع الدولي خاصة فرنسا هو أن يقفوا بجانب مقاومة الشعب الإيراني للنضال ضد بؤرة التطرف المتمثل في النظام الإيراني والنضال من أجل نيل الحرية وحقوق الإنسان.
أشكركم جميعا.
- الوسوم:انتهاك حقوق الإنسان, تنزّل النظام, سوريا