نص كلمة السيدة مريم رجوي في التجمع الكبير بباريس
بسم الله، .. باسم إيران .. باسم الحرية
وباسم الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني وباسم صمود الأشرفيين.. وأشرف العناوين الواعده المبشره بالانتصار والحرية.
أيها المواطنون، أنصار المقاومة، أحر التهاني لكم جميعا، فاليوم هو ذكرى ميلاد رسول الحرية الخالد الحسين عليه السلام، رافع راية «هيهات منا الذلة» التاريخية، وملهم الصمود وعدم الاستسلام لجميع الأجيال، وكذلك الذكرى الحادية والثلاثين لانطلاقة المقاومة ضد الاستبداد المتدثر بالدين.
في يوم كهذا وفي اجتماع كهذا أود أن أقول لكم ما هو إحساسي من مشاهدة هذا الجمع الغفير الحافل بالحماس.
إنني أرى فيكم ومعكم عشرات الملايين من الإيرانيين المتعطشين للحرية،
أسمع منكم صوت أخواتي البطلات في كافة أنحاء إيران.
أسمع صوت السجناء الشامخين الذين يقاومون في سراديب وزنزانات خامنئي. وصوت الطلاب، والعمال، والمدرسين وجميع أبناء الشعب المتعطشين للحرية وللتخلص من هذا النظام.
نعم إننا نسمع صوتكم جميعًا من كافة أنحاء إيران، هتافكم يموج في أسماعنا وصرخاتكم تملأ آذاننا.. هتاف كل إيراني .. حرية .. حرية .
إنني أرى فيكم شعوب منطقة الشرق الاوسط التي تقاوم أمام التهديد الرئيس للمنطقة برمتها أي أمام الفاشية الدينية الحاكمة في إيران. من الشعب السوري حتى العراق وأفغانستان وسائر دول المنطقة التي يحضر ممثلوها هنا، وأرى فيكم قوة إنسانية جبّارة للعدالة والحبّ والإيمان التي لاتعرف الكلل، القوة التي تتبلور في أكبر اجتماعات، وأطول اعتصامات، وأقوى حركات وتتقدّم بكامل الطاقة، وتشقّ جدار المستحيلات وتريد أن تسير وتتقدم حتى قمة الانتصار النهائي.
أيها المواطنون! إن الحدث الهام الأخير هو حكم محكمة الاستئناف في واشنطن ضد تهمة الإرهاب الظالمة بمجاهدي خلق، ويعتبر إنجازاً تاريخيًا كبيرًا في معركة مقاومة الشعب الإيراني ضد نظام الملالي.
إن المحكمة قرّرت بطلان هذه التهمة وأمرت بأنه إذا لم تتخذ الخارجية قرارها فإنها ستقوم بإلغاء هذه التهمة رأساً.
وهذا هو صوت كسر القيود، وهدم بيوت الظلام الشيطانيه، وهذا هو اندحار نظام ولاية الفقيه.
إنهم كانوا يريدون من خلال هذا التصنيف إنكار حق الشعب الإيراني لتغيير هذا النظام، لكن مقاومتكم كرّست هذا الحق وثبتته بكل عزة وفخر. لقد رأيتم وزارة الخارجية تنتهك القانون لمدة 600 يوم وتسحق العدالة بقدمها .. رأيتم حكومة السيد أوباما تقول للمحكمة بكل صراحة أن لاتتدخل في هذا الموضوع.
يقال أنه خلال 200 عاماً الأخير لم تصدر أية محكمة حكمًا ضد القرارات الخاصة بالأمن الوطني وبالسياسة الخارجية، ولكن حركة جعلت من وجودها فداءً للحرية وتخليص وطنها وشعبها، تمكنت من إشعال نور الحق والعدل في أحلك المراحل التاريخية. لقد قلت سابقاً « ولو أخفيتم حقوق الشعب الإيراني في بطون الثعابين فإننا سنخرجها».
واليوم ما جئنا لنستنكر هذا التصنيف، وهذه السياسة المشينة، بل جئنا لنقول إن هذه السياسة يجب اقتلاعها من جذورها. ألستم أنتم الذين قدّمتم إلى بعض الصحف الأمريكية ما فبركته وزارة مخابرات النظام الإيراني من شتى أنواع التلفيقات والتزييف والتزوير ضد مجاهدي خلق لتبرير الإبقاء على هذه التهمة؟ ألم يكن مسؤولون فيكم مجهولون يعرضون باستمرار المزاعم والافتراءات الكاذبه ضد مجاهدي خلق؟ ألم تتذرعون أمام القضاء والعدالة الأمريكيه بهذه الافتراءات والأكاذيب بان أشرف على ما يبدو لم يتم تفتشيه بصورة كاملة؟
لقد جاء الآن دورنا لكي نسأل هل لهذه الأكاذيب من مفعول سوى تمهيد الأرضية لارتكاب المجازر بحق أهالي أشرف؟ وأي قانون أو مبدأ أخلاقي أو إنساني يخوّلكم ويأذن لكم بأن تشترطوا إلغاء اسم المجاهدين من قائمة الإرهاب بإخلاء أشرف؟
في ثقافة الغرب، هناك قول مأثور بأن «قوانين التوراة تغل اليد لارتكاب الخطأ، وأن قوانين الانجيل تمنع الفكر والقصد لارتكاب الخطأ». فما هو الدين والنظام الحاكمان في مثل هذه الوزارات الذي يبيح لهم العمل باليد والفكر والقصد لانتهاك القوانين واللجوء إلى التزوير والافتراء؟
حقاً لو لم يكن هناك نواب الكونغرس وأعضاء مجلس الشيوخ والشخصيات الكبار من بين الزعماء السابقين في الولايات المتحدة من الذين دعموا الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية والأشرفيين، فما الذي كان سيبقى من السياسة الأمريكية تجاه الملالي خلال 33 عاما الأخيرة سوى الخزي وعار المسايرة.
ولاشك أنني آملة أن تضع وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة كلنتون شخصيًا نقطة نهاية لهذه التسمية غير القانونية، و أن تطوي هذه الصفحة من تاريخ السياسة الأمريكية المليئة بالظلم والجفاء. لكن مع كل هذا، وبغض النظر عن أي قرار، وما يريدون فعله، فالشئ الحاسم هو إرادة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية اللذين سيطويان سجلّ هذا التصنيف الظالم وسيتحقق ذلك.
إن هذا التصنيف كطلسم مشؤوم، قد ولّد تهماً لاتحصى ضد المقاومة الإيرانية وحافظ عليها، حيث تحولت إلى سدّ كبير أمام تحرير الشعب الإيراني.
وفي هذه السنوات فإن الملالي الحاكمين والمتعاونين معهم قد قالوا وكتبوا وكرّروا بأن أعضاء هذه المقاومة يقومون بممارسة التعذيب ضد أنفسهم أو أنهم يقتلون أعضاء آخرين.
قالوا إنها فرقة تحترف عبادة الشخص ليسها قاعدة شعبية في إيران، قالوا إنهم قتلوا الأكراد وارتكبوا مجازر بحق الشيعة في العراق. وقالوا إنهم أخفوا السلاح الكيماوي العراقي في أشرف. وقالوا إن 70% من الأشرفيين قد بقوا في أشرف رغما ً عنهم.
إن جميع هذا الاكاذيب تنشأ كلها من هذا التصنيف، وتأتي كلها في خدمة حفظ نظام الملالي.
مع كل ذلك، فكان تحمل الآلام وهذا الصمود لحركة المقاومة هو الذي حطّم هذا الحصار والهجوم الاستعماري – الرجعي ضد حركة مقاومة الشعب الإيراني.
وهكذا كان أنه بعد الاحكام غير المسبوقه التي صدرت عن المحاكم البريطانية والاتحاد الاوروبي، فإن القضاء الفرنسي وفي قراره الناصع العام الماضي قد أذعن بشرعية وأحقية المقاومة العادلة للشعب الإيراني ضد الفاشية الدينية وفي عامنا هذا فإن القضاء الأمريكي قد جاء ليشهد على ظلم تاريخي وقع على المقاومة الإيرانية.
تعلمون أنه في التاريخ الطويل المليء بالمعاناة والآلام من العمليات الشيطانيه لتشويه الصورة ضد التحرريين وحركات المقاومة بدءا من المسيح عليه السلام واسبارتاكوس، وأبطال المقاومة ضد الفاشية هنا في فرنسا، وحتي مجاهدي درب الحرية في إيران، واجهنا تجربة استثنائية.
فلأول مرة في التاريخ استطاعت حركة في زمنها، وبالتضحيات والتنوير وبالالتزام بالقوانين الدولية، أن تفكّ أمام المحاكم الاوروبية والأمريكية القيود الثقيلة المفروضة من الأكاذيب من أيديها وأرجلها.
نعم لقد استطعنا أن نضع نهاية للحصار القمعي الظالم المفروض على حركة المقاومة.
وتمكنا من الارتقاء بمعايير العدالة في العالم وإعلاء شأنها. لقد استطعنا كسر دورة الافتراء الكذب والحيل واستطعنا فتح منظور جديد وعهد جديد. منظور مبني على الشفافية والوضوح والحقيقه والعدل، منظورمبني على احترام المكتسبات والفضائل البشرية، وعودة المؤسسات الدولية إلى الدفاع عن حقوق الإنسان، منظور إعادة حقوق الشعوب وإحياء قيم المقاومة والتضحية.
نعم، لقد جاءت قوة الإنسانية والعدل إلى المشهد، والتاريخ يفتح صفحة جديدة، الطغاة يتساقطون واحداً تلو الآخر، ولذا فإن السياسات التي كانت تحافظ عليهم يجب تغييرها.
إن هذا التغيير في قدرتنا وسنحقّقه. وهذا معنى تغيير المرحلة ومرحلة التغيير.
هنا نحيي ذكرى دانييل ميتران سيدة حقوق الإنسان الاولى، وذكرى ريموند اوبراك ورفيقته في النضال لوسي اوبراك، وذكرى اللورد كوربت واللورد آرجر، الذين فارقوا الحياة خلال الأشهر الاخيرة. لقد كانوا من طلائع هذا النضال العالمي ومؤسسي سياسة مبنية على العدل والإنسانية، ولن تنسى أسماؤهم وأدوارهم أبدا وستظل خالدة في التاريخ.
أيها المواطنون الأعزاء،
إن تغيير المرحله يبرز أيضا في انتصار المقاومة الإيرانية الظافر على الدسائس المتعددة الجوانب لنظام ولاية الفقيه والحكومة العميلة له في العراق.
جميعكم تعرفون أنه خلال العام المنصرم كان مطروحًا مخطط ُحل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وتفكيكها. وتم تحديد مهلة للقضاء على ألأشرفيين دفعة واحدة، وكان هناك الاتفاقية ذات النقاط السبع الموقعة بين الملالي والحكومة العراقيه التي تنص على استسلام هذه الحركة أو تدميرها.
وانني سعيدة لأبشركم والشعب الإيراني العظيم بأن أمانتكم أي هذه الحركة المناضلة والمناهضة لنظام ولاية الفقيه، زهرة بطولات التاريخ الإيراني، بقيت في ظل عناية الله سبحانه وتعالى آمنة وسالمة من هجوم الخريف والمذبحة والتكفيك. وأصبحت الآن هذه الحركة أكثر اقتدارًا وقوة مئة مرة للقيام بمهمتها التاريخية.
والان أيها الأشرفيون،
أسألكم هل أنتم مستعدون أيضا للقيام بمسؤوليات هذه المرحلة، أي السعي والنضال بمئة ضعف من أجل حرية الشعب الإيراني؟
أجل .. شوكة في عين العدو الأعمى .. أشرف تكاثرت .. وأصبح الأشرفيون لا عدّ لهم.
خلال الأشهر الماضيه وافق مجاهدو درب الحرية، من أجل إحباط مؤامرات نظام ولاية الفقيه والحكومة الطيّعة الخاضعة له في بغداد على الانتقال من مدينة أشرف، وذلك في إطار حلّ دولي. ومن أجل إنجاح هذا الحل تخلى الأشرفيون وفقا لخطة البرلمان الاوروبي عن حق إقامتهم 25 عامًا في العراق، وعن موقعهم القانوني حتى عن حق الإقامة في أشرف ووافقوا على التخلي عن مدينة أشرف التي بنوها وعمّروها بجهدهم وبعرق جبينهم.
ورغم كل هذا، فما كان مفترضًا أن يكون نقلا طوعيا تحول إلى نقل قسري وذلك بفعل مؤامرات الفاشية الدينية والانتهاكات المتكرره لتعهدات الحكومة العراقية وتقاعس الأمم المتحدة والولايات المتحدة.
إن عملية النقل هذه تعتبر بكل تفاصيلها، عملية قسرية ومذكرة التفاهم بشأنها تفتقر إلى الحد الأدنى من مطالب الأشرفيين رغم أن مضمونها لم يطبق عمليًا، وهي في الحقيقة تهدف سوق الأشرفيين إلى سجن.
لقد قلت قبل أسابيع إن مشروع معسكر العبور المؤقت قد فشل بسبب تعامل الحكومة العراقية اللاإنساني، كما لم يبق شيئ من مذكرة التفاهم الموقعة بين الامم المتحدة والحكومة العراقية. وينبغي العمل مرة أخرى على إنقاذها.
وقد أعلن سكان أشرف في الرابع من مايو/ أيار أنهم لن يذهبوا إلى ليبرتي ما دام نقض حقوقهم الأساسية مستمرًا، ولكن إذا تم اليوم ضمان الحد الأدنى من مطالبهم فإنهم سيذهبون غدًا.
وهذه المطالب التي تم تدوينها في ست مواد وارسلت للأمين العام للأمم المتحدة وللحكومة الأمريكية في غاية البساطة. إنهم يقولون : بدلاً أن تجعلوا من ليبرتي سجنًا، اعلنوا هذا المكان مخيمًا للاجئين ووفّروا له الماء والكهرباء والحاجيات الإنسانية الاولية. ولاتسمحوا لعدونا الذي يريد القضاء على هذه المقاومة أن يتدخل في شوؤننا، وقوموا بتفتيش أشرف الذي تزعمون أنه لم يتم تجريده بالكامل من السلاح. أو على الأقل قوموا بنفي هذه الادعاءات.
والذين يصفون هذه المطالب بأنها مطالب إضافية من سكّان أشرف يجب عليهم أن يوضحوا لنا منذ متى أصبحت حماية أرواح الناس وأمنهم من جملة الامتيازات الإضافية؟
نستذكر أنه قبل بداية عمليات الانتقال في 11 فبرايرشباط من هذا العام أعلنت الإدارة الأمريكية في بيان رسمي بأن «الحكومة الأمريكية لن تدير ظهرها لسكّان مخيم ليبرتي».
لكن مع الاسف إن أمريكا الان قد أدارت ظهرها حيال التزاماتها. وبدلاً من ذلك تصرّ بأن الأشرفيين وبالاعتماد على وعود الحكومة العراقيه وتهديداتها يذهبون إلي السجن طواعية.
يقولون لكم لايحق لكم أن تطلبوا تفتيش أشرف بهدف درء التهمة وبدلاً منه يجب أن تذهبوا إلى سجن. وأن تعترفوا بأنه حل إنساني. وإذا عارضتم الذهاب إلي السجن فأن تصنيفكم بالإرهاب بشكل غير شرعي سيستمر وهنا أنتم تتهمون بقطع المفاوضات وعدم التعاون.
وفي الحقيقة إنهم يقومون بتضحية الضحية للمرة الثانية. ومرة أخرى أن المسيح يصلب من جديد ومرة أخرى يتبدل مكان الضحية والجلاد.
إن سكان أشرف ارغموا على الإقامة في معتقل يجب عليهم نقل الأحمال الثقيلة بأيديهم وباكتافهم مثل عهد الرقيق. ورغم ذلك فإن سكان أشرف هؤلاء هم الذين ينظر اليهم بأنهم المقصرون والملامون في وقف عملية النقل وفي الازمة.
وشاهدتم بان تلك الحكومة المفضوحة تمادت في الوقاحة إلى الحد الذي قامت بإيفاد مجموعة تضم قتلة مجاهدي أشرف إلى البرلمان الأوروبي حتى يشتكي على الأشرفيين.
نحن من جهة نواجه حملة التشهير والشيطنة ومن جهة أخرى نواجه صنوف الضغوط اللا إنسانية التي تهدف إلى التحضير لمجزرة في ليبرتي.
لكن دعوني أن أؤكد لكم أنكم إذا تصورتم بأن مجاهدي خلق سوف يتخلون عن حقوقهم وحقوق شعبهم وحريتهم فانكم في خطأ كبير وفي ضلال مبين.
واضيف إلى ذلك وبصوت عال تأكيدًا وتكرارًا بأن هذا هو شيمة مقاومتنا بأنها إذا التزمت بتعهد فإنها تبقى ملتزمة به بروح المسؤولية. لذلك ورغم جميع مؤامرات النظام فإن المقاومة الإيرانية ملتزمة بتعهداتها. فهذه المقاومة هي التي دفعت ثمن المضي قدمًا بهذه العملية حتى الآن بصورة كاملة غيرمنقوصة وستظل تمضي قدمًا في هذا المسار وسوف تبدي الحد الاقصي من التعاون والتفاهم مع الأمم المتحدة.
ونأمل أن تكون الأمم المتحدة والولايات المتحدة ملتزمتين بتعهداتهما أيضا. وأن ترغما الحكومة العراقية على التقيد بالتزاماتها
طبعًا إننا لانعرف الولايات المتحده من خلال السياسة التي تنتهجها وزارة الخارجية بل نعرفها من خلالكم أنتم، الشخصيات الرفيعة المنزله المتواجدين هنا. إنكم أنتم الذين صرختم بأن إجلاء سكان أشرف بذريعة إجراء عملية اللجوء هو أمرغير منصف.
أنتم الذين قدرتم عاليًا صمود الأبناء البواسل للشعب الإيراني مرارًا وتكرارًا وطلبتم منهم أن يستمروا بهذا الصمود بعزيمة أقوى وأشد.
وأنا اليوم ومن خلالكم أدعو الشعب الأمريكي والعالم بأسره إلى التحكيم حول مدى التزام الأشرفيين بهذه الاتفاقات والمحادثات، وحقًا .. أي دليل أقوى وأكثر حسمًا من أن ألفين منهم قد انتقلوا حتى الآن بالفعل إلى ليبرتي.
فلماذا إذن لا تسمع احتجاجاتهم على الضغوط اللا إنسانية؟
لماذا يجب أن لايتمتعوا بحق ملكية ممتلكاتهم؟
لماذا سلب منهم حق التنقل الحر؟
لماذا لا يسمح للجرحى والمعاقيين أن يأخذوا معهم حاجاتهم الخاصة؟
ولماذا اشترطت إدارة السيد أوباما إلغاء التسمية غير المشروعة ضد مجاهدي خلق بنقل الأشرفيين إلى سجن؟ إننا نقول إن ذلك هو منطق التهديد، والأسوأ منذ ذلك هو سوء استغلال الصلاحيات. أنتم أحرار في الاستمرار بتصرفكم غير العادل لكنكم لاتستطيعون أن تمنعوا مجاهدي الحرّية من الإصرار على الحد الأدنى من حقوقهم الإنساني.
إنني أناشد الدول الأوروبيه كافة، وأيضًا كندا والولايات المتحده العمل الجاد لحماية سكان أشرف وليبرتي وأيضًا لاستضافتهم في بلدانهم وأن يمنعوا وقوع كارثة جديدة.
الأصدقاء الاعزاء
إن تغيير المرحلة التي تحققت بالصمود والمقاومة المليئة بالمعاناة وبالدماء يتطلب أن تعود الهيئات الدولية إلى مسؤولياتها الأصلية وهي حماية حقوق الإنسان والدفاع عنها.
إننا نحتاج إلى مؤسسات دولية لا تلوم الضحية لأنه لايستسلم بدلًا أن تقف إلى جانب الضحية.
نحن بحاجة إلى ممثلين دوليين لا يجالسون الجلاد ويساومونه على مصير سكان أشرف.
نحن نتساءل: لماذا أصبحتم مجرد متفرجين خاملين ساكتين على الطغاة، ووسيلة لتدمير حركة المقاومة؟
لماذا تخيّرون مجاهدي الحرية بين القتل أوالذهاب إلى السجن؟
أرجو أن تفتحوا أعينكم، وانظروا لماذا هؤلاء الملالي يعتبرون تدمير هذه الحركة في قمة أولوياتهم؟ ويتابعون العمل لتحقيقه؟ ذلك أنهم في مرحلة التغييرلا يرون لأنفسهم ولحلفائهم وعملائهم أي مستقبل في المنطقة. ومن هنا فان تحويل ليبرتي إلى سجن وقمع مجاهدي خلق هي جزء من سياسة، تشكل التفجيرات والمجازر في العراق والمجازر العامة في سوريا الجزء الآخر منها. إن الجبهة المتحده للإبادة الجماعية الممتدة من طهران إلى بغداد وإلى دمشق قد جُن جنونها، والصمود المثابر الذي يتصدى لها هو ظاهرة لعالم انتفض من أجل الحرية. إنها معركة لم نبدأ بها نحن ولا أي من شعوب المنطقة غير أننا ومن أجل حرية شعوبنا لاخيار لنا الاّ الانتصار فيها. ومن هذا المنطق نضم صوتنا إلى صوت مسعود رجوي زعيم المقاومة حيث قال:« في أشرف وفي أي نقطة أخرى من العراق، في داخل إيران أو خارجها، سواء في الوقت الراهن، أو في المستقبل، طالما أن هذا النظام قائم، فإن إسقاط نظام ولاية الفقيه هو حقنا المسلم به وحق شعبنا المسلم به».
أيها المواطنون الأعزاء،
ثلاث جولات من المفاوضات الآخيرة بين مجموعة دول 5+1 مع نظام الملالي وصلت إلى طريق مسدود….. وسياسة التعامل التي انتهجها السيد اوباما في السنوات الاربع الماضيه منيت بالفشل. قبل عشرة أعوام كشفت المقاومة الإيرانية النقاب عن المواقع النووية السرية لنظام الملالي في نطنز وأراك. لكن الدول الغربية ومع الأسف أضاعت الفرصة الكبرى عشر سنوات. عشر سنوات من تقديم رزم الحوافر المختلفة بأشكال وألوان إلى الملالي، عشر سنوات من المسايرة والمهادنة والتعامل، وعشر سنوات من المفاوضات بلا جدوى . لقد اجريت حتى الان 37 جولة من المفاوضات، وكل جولة تنتهي إلى موعد جولة جديد. وذلك مع نظام ضرب عرض الحائط بسبعة قرارات لمجلس الأمن الدولي وقام بتخزين ما لا يقل عن 200 كيلومتر من اليورانيوم المخصب. وفي الأشهر الاخيرة اتخذت سياسة المهادنة أشكالًا جديدة. ومنها تكرار هذه المزاعم الواهية بأن نظام ولاية الفقية لم يتخذ بعد قراره لتصنيع القنبلة الذرية أو قول قائل دعونا نقوم باحتواء الملالي بعد حيازتهم القنبلة. إن المحصلة النهائية لهذه المراوغات فإنها ليست سوى ترك القنبلة النووية لفاشية ولاية الفقيه. لكنني أود أن أعلن هنا من جديد بأن الشعب الإيراني لن يقبل على الإطلاق بمثل هذا الخيار.
إن أطراف المفاوضة تقول إن غايتنا هي التعامل مع الملالي. لكنهم في الأساس هم يتبعون النهج المعروف في إيران بنهج الشاه السلطان حسين. وهو نهج اللطمية والبكاء، أي نهج التطبيل والتناغم لفتوى الدجل لخامنئي حول حرمة القنبلة الذرية..وهذا يعني التساهل تجاه قفزة الملالي لاتخاذ الخطوة النهائية لامتلاك السلاح النووي ليس إلاّ.
والان إن كنتم مقتنعين بأن نظام ولاية الفقيه سوف يتخلى عن مشروع تصنيع القنبلة تحت ضغط العقوبات الدولية فحسنًا! لكن من أجل تحقيق هذه الغاية عليكم إبداء الصرامة والجدّية. فإن ذلك طبعًا لمصلحة الشعب الإيراني أن يتجرّع الملالي كأس السم وأن يتراجعوا عن هذا المشروع.
لكنكم إذا اقتنعتم يقيننا بأن الملالي مازالوا في مسارهم لتصنيع القنبلة النووية فإن السياسة الصحيحة في هذه الحالة هي أيضا المزيد من الصرامة والجدية تجاهه.
فلذلك يا أيها السادة الذين تقلّلون من خطر النووي للملالي انكم تخونون شعوبكم والعالم بأسره. أيها السادة أنتم بذلك مجرمون… أنتم توحون بأن العالم لايوجد عنده حل لمواجهة الأزمة النووية مع الملالي فأنتم المجرمون.
إن إيقاف الخطر النووي للملالي هو أمر ممكن. وأن الطريق الوحيد هو تغيير النظام الديكتاتوري للملالي وهو على عاتق الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
فإنكم إن لا تريدون حقًا أن تقدموا القنبلة الذرية للملالي فعلكيم المرافقة والمؤازرة لمقاومة الشعب الإيراني من أجل الإطاحة بهذا النظام. فعليكم بالاعتراف بمطلب الشعب الإيراني، إن مطلبهم هو إيران دون القمع والكبت، هو إيران لا نووية و هو إيران بدون ولاية الفقيه.
وأخيرًا أوجّه كلامي إليكم أنتم بناتي وأبنائي في جميع أرجاء إيران. أود أن أتحدث معكم عن دوركم ومسؤولياتكم في المرحلة الجديدة. إن ثورة 1979 في إيران حققت الانتصار بفضل جهود جيل الشباب الإيرانيين. فإن انتفاضة يوليو تموز 1999 والانتفاضة العارمة المجيدة في 2009 كانت نتاجًا لاحتجاجاتكم وغضبكم أنتم الشباب الإيرانيين. ولاشك بأن ربيع الشعب الإيراني سيزدهر بحماسكم وقوتكم. إن الملالي ومن أجل التصدي لكم، صنعوا سدًا كبيرًا وسميكًا من الكبت والقمع قل نظيره في العالم الحاضر. لقد شنوا حربًا نفسية واسعة هدفها الرئيس هو قناعاتكم وعزائمكم وآمالكم. إن الإعدامات بلا هوادة ومنها إعدام أربعة من الأبناء البواسل لمواطنينا الخوزستانيين في الأسبوع الماضي تهدف إلى إرعابكم وتخويفكم. من الواضح بأن الاشمئزاز والاستياء من القتلة الحاكمين ومن ثقافتهم وتصرفاتهم المتخلفة يسودان أرجاء المجتمع الإيراني. غير أن هذا الاستياء ليس يكفي بوحده. أنتم في الوقت نفسه عليكم أن تتطلعوا إلى المقومات النضالية للشعب الإيراني ورساميلها الحقيقية. علّقوا الأمل على غد زاهر وبهذا الأمل، أجّجوا شعلة المقاومة. إن هذا هو ما يخشاه الملالي. ولهذا السبب فإن الملالي يستهدفون من خلال هجماتهم المسمومة الشعواء ثلاثة أهداف رئيسية وهي:
أولا- التاريخ المجيد لصمود الشعب الإيراني،
ثانيا- منظمة مجاهدي خلق وحركة المقاومة الإيرانية
وثالثا- ثقافة النضال والقيم النضالية
إن الملالي يحاولون أن يروّجوا هذه الفكرة اليائسة بأن لا جدوى من دفع الاثمان من أجل الحرية. ويحاولون أن يجعلوا من نظرية التكلفة الاقل هي العنوان والقدوة. إنهم يستهدفون ينابيع الأمل للمجتمع الإيراني وفي قمتها أشرف والأشرفيين.
إنهم يحاولون الإيحاء هذا الاستنتاج بكم أيتها الشبيبة الإيرانية بأنه «لا حول ولاقوة لكم ولا تستطيعون أن تفعلوا شيئًا فإن أية محاولة بلا جدوى»
ولكن ما هي الحقيقة؟
الحقيقة هي أنتم قوة شابة ناهضة وواعدة لشعب يستمد قوته من قرن من النضال من أجل الحرية منذ الثورة الدستورية إلى النهضة الوطنية بقيادة مصدق الكبير وأنتم تعتبرون من أكثرشعوب العالم ثراءً بالنضالات وقدرات التغيير والثورة. أريد أن أقول بانكم لستم وحدكم. إنكم تسندكم حركة مقاومة منظمة. إنها حركة أبقت مشاعل النضال من أجل الحرية متقدة طيلة ثلاثة عقود بوجه آلة القمع لنظام الملالي العائد إلى العصور الوسطى. إنها حركة مفعمة بالقيم وقوة التغييرالإنسانية. حركة قدمت مائة وعشرين ألف شهيد مع 30 ألف من المجاهدين والمناضلين الضحايا للمجزرة الجماعية في السجون ومع أبطال كصديقة ونداء وآلالاف المؤلفه من الزهرات الحمراء.
حركة اُسّست على أساس قضية الحرية، والتي رسمت حدودها الفاصلة مع الرجعية واحتكار السلطة والدكتاتورية منذ أن سُرقت الثورة الإيرانية من قبل خميني. وكان قائد حركة المقاومة الإيرانية ورغم جميع المزاعم المتشدقة باليسارية يصر على أن القضية الرئيسة للثورة الإيرانية هي قضية الحرية. إنها قيادة أصرت إصرارا على «قضية واحدة» وعلى «تعهد واحد» ولم يتخلَ عنهما لحظة واحدة، نعم هي قضية الحرية
والتعهد هو دفع الثمن من أجل الحرية.
إنه تعهد في قمة الوعي والإدراك الثوري مع الإلمام بجميع الأخطار التي تتربص في المسار. اصغوا إلى ماقاله مسعود رجوي زعيم المقاومة عن هذه القضية وعن هذا التعهد :
«عندما تنتصر مقاومتنا، سوف يزول أحد أكبر العقبات أمام الحركات التحرّرية المعاصرة بل أهم أسباب انحرافها وانهيارها وهو الاعتداء على حرمة “الحرية“ المقدّسة بمختلف صنوف الذرائع والمبرّرات. نعم في علم الإنسان التوحيدي، ان إحياء قضية الحرّية هو إحياء الإنسانية برمتها».
إذن نحن سالكون المسار المؤدي إلى تحقيق قضية الحرية وإحياء الإنسانية والقيم الإنسانية.
نعم نحن نفتخر ونعتز بهذه القضية وبهذا المسار وبهذا القائد.
نعم في ضوء هذا الافق الأعلى، فإن كثيرًا من الصراعات السياسية النضالية والعقائدية المعقدة أصبحت محلولة. وهي الصراعات والتناقضات التي بدأت الحركات والانتفاضات الحالية في الشرق الأوسط والشمال الافريقي تكتشفها وتتعرف عليها.
إنها تجربة إفشال المزاعم الرجعية المتسترة تحت اسم الإسلام وأساليب الدجل المتشدقة بمعاداة الاستكبار والتي طواها وتجاوزها المجتمع الإيراني منذ عدة سنوات.
إنها تجربة إقامة أقدم تحالف سياسي في تاريخ إيران ووحدة العمل بين مختلف التيارات والشخصيات مع مختلف العقائد وضمن علاقات ديمقراطية، تبلورت في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
إنها تجربة التصدي والإفضاح عن تصدير الرجعية وإرهاب نظام ولاية الفقية باعتباره تهديدًا لعالمنا اليوم. وبشكل خاص إنها تجربة لتنظيم مجاهدي خلق ضمن إطار علاقات ديمقراطية.
والتجارب الإنسانية المتقدمة التي عبّر عنها السيد آلخو فيدال كوادراس نائب رئيس البرلمان الأوروبي أثناء زيارته لأشرف بأنها «النموذج والمرجع الأخلاقي والروحي للعالم».
ولهذا السبب فإن أشرف من وجهة نظر الملالي تعد أكثر المفردات المحظورة في إيران اليوم.
اسمحوا لي أن أؤكد مرة أخرى أن هدف هذه الحركة ليس استلام السلطة بأي ثمن، إن هدفنا ضمان الحرية والديموقراطية بأي ثمن.
وكما أكدنا أكثر من مرة بالنسبة لنا إذا نجد أنفسنا في مقبرة شهدائنا في خاوران يكفينا، إن قضيتنا قضية الحرية والمساواة وحق الشعب في التصويت، وهدفنا جمهورية مبنية على فصل الدين عن الدولة تحظى فيها جميع الأديان والمذاهب بحقوق متساويه ومتكافئة وبرنامجنا يتلخص في ثلاث كلمات: الحرية والديموقراطية والمساواة.
إذن أيها المواطنون
ايتها النساء الحرائر؛ أيها المعلمون والجامعيون وطلاب الجامعات والمدارس والعمال والكادحون الذين تتعرضون للضغوط والحرمان بسبب الغلاء المتزايد والإجراءات الرجعية المفروضة، وأيها الشباب في إيران، الوقت هو وقت الانتفاضة والنهوض.
إنكم في مواجهة الاستبداد الديني تحظون بأقوى إسناد من قوة المقاومة الجبّارة للتحرير .
إذن أناشدكم جميعًا للانتقاضة من أجل حرية الشعب والوطن الأسير.
إن مفتاح التقدم هو مفردة الحرية نعم الحرية الحرية المباركة.
إذن يمكن ويجب الانتصار على سحر اليأس والاستسلام.
يمكن ويجب تحطيم إرعاب الملالي.
ومن المستطاع ويجب أن نجعل الحرّية أن تتغلب وتنتصر على التخلف والظلام.
هذه هي كلمة السرّ للحب والنور والتي «تجعل التراب المنهك فجرًا وأخضر».
وهذا هو أشرف وسبيله ونهجه وبهذه الطريقة يتكاثر.
فتحية للشعب الإيراني
فتحية لمجاهدي أشرف وليبرتي
فتحية للحرية والسلام عليكم جميعًا.