الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
كلمة مريم رجوي
استهلت أعمال الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يوم الاثنين، 27 ديسمبر 2021 بحضور السیدة مريم رجوي في أور سورافاز، على أنغام النشيد الوطني الخاص بالمقاومة الإیرانیة . عقد الاجتماع عبر الإنترنت بالارتباط بـ عشرات النقاط مع أعضاء المجلس والمراقبين في الولايات المتحدة والدول الأوروبية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والسويد وهولندا، وكذلك في أشرف 3 بألبانيا.
وفي بداية الاجتماع رحّبت السیدة مريم رجوي بالمشاركين في الاجتماع وقالت في كلمة:
تحية طيبة إلى السادة أعضاء المجلس والأصدقاء المراقبين في الاجتماع. مرحبا بكم جميعا. بالرغم من أننا نرى العديد من الأصدقاء عبر الإنترنت فقط، إلا أنني سعيدة وشاكرة لتجديد اللقاءات.
بادئ ذي بدء، نحيي ذكرى جميع أعضاء المجلس الصدّيقين الراحلين الذين توفیهم الله، ولكن ذكراهم وقيمهم تبقى محفورة في ذاكرتنا. نحيي ذكرى المجاهد الكبير عباس مدرسي، الذي كان على مدى أكثر من 60 عامًا في النضال المستمر ضد النظامين الدكتاتوريين، إنه كان حقا أسطورة المقاومة والثبات. السلام على روحه الطاهرة وعلى أرواح سائر الراحلين الصدّيقين.
تکریما لشجاعة وتضحیة المنتفضین في جمیع أنحاء إیران نعلن الاجتماع الاستثنائی للمجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة باسم انتفاضة مواطني اصفهان وانتفاضة المعلمین في جمیع أنحاء البلاد.
ونتذكر كل معاناة والدماء المسفوكة للمحرومين والمضطهدين المنتفضين، ونتذكر كل الرجال والنساء الذين انتفضوا في أصفهان، وللأسف، كما هو الحال دائمًا، هاجمهم حرس خامنئي بوحشية، مستهدفين أعينهم هذه المرة. برؤية تلك العيون الجريحة النازفة دماً، نتذكر الكلمات التاريخية لزعيم المقاومة مسعود في ملعب أمجدية بطهران في يونيو من عام 1980، الذي قال:
“أي عيون يجب أن نفقدها من أجل تبصير شعبنا! يجب أن تضاء الشموع من عیون في مقدم الشعب. ومن عيون خيرة أبنائه …”.
كما نخلّد ذكرى الانتفاضتين الكبيرتين اللتين شهدتهما البلاد في ديسمبر 2009 وديسمبر 2017، واللتين أظهرتا إرادة الشعب الإيراني لإسقاط نظام الملالي أمام العالم.
تداعيات تنصيب رئيسي السفاح
نصّب خامنئي رئيسي سفاح مجزرة عام 1988 رئيسا للبلاد وكثف أعمال القمع والاعتقال والإعدام والضغط على السجناء السياسيين. استمرت الانتفاضات الواحدة تلو الأخرى. في العام الماضي بالرغم من جائحة كورونا الشديدة كانت هناك انتفاضة كبرى كل 4 أشهر.
تعتبر الاحتجاجات الأخيرة التي قام بها المعلمون على مستوى البلاد والإضرابات والاعتصامات التي دامت لأشهر من قبل العاملين في صناعات النفط والغاز والبتروكيماويات ومحطات الطاقة أمثلة بارزة على هذه الحركة القوية.
یشکّل الاستمرار والانتشار ووحدة شرائح المجتمع والمناطق المتعددة سمات مختلفة لهذه الحرکة القویة المنتشرة في المدن الإیرانیة وتحمل الحرکة في داخلها قوة عاصیة ضخمة وقویة ومنظّمة تشکل الرافد المستمر لوحدات المقاومة.
منذ وصول رئيسي، سفاح مجزرة عام 1988، اشتد الصراع والتضاد بين المحرومين والجماهير الكادحة وبين الحكم المعادي للشعب بسبب ارتفاع الأسعار بأضعاف والبرامج المناهضة للشعب ، كما نرى في مشروع قانون الموازنة للعام الإيراني المقبل 1401، بغض النظر عن الميزانيات الخفية، خُصّصت ما يقرب من 35٪ من الميزانية، للشؤون العسكرية والأمنية.
إن جعل حياة عشرات الملايين من الإيرانيين جحيما هوجانب مهم آخر من هذه السياسة حيث تعرضت حياة معظم العمال والموظفين والممرضات والمعلمين للانهيار والفقر. ليس لدى هؤلاء لا سكن آمن ولا رعاية صحية مناسبة. وتحرّم هذه السلطة الغاشمة الناس حتى من لقمة عيش.
عدد وفیات کورونا یقترب من نصف ملیون شخص وكل يوم تنتشر المزيد من التقارير عن هذه المأساة كما اضیف الطلاب والأطفال إلی المصابین بکورونا. والمذنب الأول هو خامنئي الذي یتحمل المسؤولیة عن جمیع هؤلاء الضحایا وهو الذي ضحّی بحیاة الشعب الإیراني للحفاظ علی حکمه الکهنوتي.
كما قال رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في شهر أبريل من العام الماضي:
إن “خامنئي وروحاني اعتمدا ستراتيجية مذبحة المواطنين وزجّهم في حقول ألغام كورونا بهدف حماية النظام من خطر الانتفاضة والسقوط في وقت العقوبات مثل الحرب الإيرانية العراقية ومجزرة السجناء السياسيين عام 1988.”
نعم، خامنئي وشركاؤه يتوهمون أنهم يستطيعون الاستمرار في حكمهم على حساب حرمان الشعب الإيراني من كل حرياته وحقوقه. كون أبناء شعبنا، يقولون من خلال انتفاضاتهم ضد النظام، إنه بالإضافة إلى الحرية والديمقراطية والمساواة، يجب أن يكون لهم الحق في الصحة، والحق في المأوى، والحق في العمل، والحق في التعليم المجاني، والحق في الحصول على الماء والكهرباء والبنزين والغاز الرخيص والحق في الحياة دون فقر وعوز.
وهنا، أعلن نيابة عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن تحقيق الحريات والحقوق المنتهكة هو التزامنا تجاه شعب وتاريخ إيران وعهدنا مع مائة وعشرين ألف شهيد الحرية.
محاولات النظام لكسب الوقت في المفاوضات النووية
كما تعلمون، فإن القضية السياسية الرئيسية للنظام على الساحة الدولية هي البرنامج النووي ومصير الاتفاق النووي.
تُظهر التطورات أن الإطار العام لسياسة النظام هو الاستمرار في مواصلة کسب الوقت حتى يتمكن من صنع القنبلة أو إنتاجها.
في المقابل، يعرب المسؤولون المعنيون في الحكومات الغربية مرارًا وتكرارًا عن إحباطهم من مستقبل الاتفاق. وبحسب كبار مسؤولي النظام، في اليوم التالي للاتفاق النووي في تموز (يوليو) 2015، بدأ النظام بتوسيع البرنامج النووي.
على الرغم من أنه منذ اليوم التالي للاتفاق النووي، كشفت المقاومة الإيرانية مرارًا وتكرارًا الأنشطة السرية للنظام لصنع سلاح نووي، تجاهلت الحكومات الغربية ما كشفت عنه وتحذيرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأنها لا تريد توقف نهج التعامل مع النظام.
إنهم سلكوا طريقًا خاطئًا تمامًا، بما في ذلك:
– تجميد ستة قرارات مجلس الأمن لصالح الملالي
– إخراج هذا النظام من تحت وطأة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة
– غض الطرف عن استكمال برنامج صنع القنبلة للنظام وهجماته العدوانية في المنطقة
وتسليم الأصول الإيرانية المجمّدة للنظام، حیث تم اختصاصها بالكامل للحرس وبرامجه النووية والصاروخية والنهب من قبل العصابات الإجرامية الحاكمة.
هذه كلها خطوات خاطئة في اتجاه خاطئ تمامًا يجب تصحيحها بإعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن الستة. لكني أكرّر أن الحل النهائي والإجابة الصحيحة وعلى عكس هذا الخطأ هو الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني وانتفاضاته ومقاومته. الحل الذي تجاهله الغرب حتى الآن هو التنصل من الاعتراف بنضال الشعب الإيراني لإسقاط النظام.
بما يعود الأمر إلى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فنحن جميعا نعلم أن رئيس المجلس قد خاطب النظام قبل عقدين من الزمن قائلا: تراجعوا وأرجوا أن تتراجعوا حتى ترون ماذا سيحل بكم”.
وأنا قلت في المؤتمر السنوي العام للمقاومة وشددت على أن “إسقاط النظام وإحداث التغيير الديمقراطي وإقامة إيران حرة هو من واجبنا وواجب شعبنا. ولكن في الوقت نفسه نحن نرحب بأي تراجع من قبل الملالي (خاصة في قضيتي حقوق الإنسان والنووية) لأن ألف كأس سم يتجرعه النظام، بصب في خدمة إقامة ألف أشرف”.
لن ينسى التاريخ أنه عندما لم تؤثر التحذيرات والالتماسات الدولية، بما في ذلك العديد من قرارات مجلس الأمن، لإقناع خميني بإنهاء الحرب مع العراق، فإن الطرف الذي حسم الأمر وأجبره على تجرع كأس السم ووضع حد للحرب الشريرة المناهضة لمصلحة الوطن، كان جيش التحرير الوطني الإيراني وسلسلة عملياته.
واليوم، طريقة قطع أذرع النظام من عموم المنطقة وإنهاء تحريضه على الحرب، وقطع يده من امتلاك القنبلة النووية، ووقف آلة القمع والإرهاب، هي إسقاط نظام ولاية الفقيه بانتفاضة الشعب والمقاومة الإيرانية وجيش الحرية العظيم.
صورة جديدة لمجزرة 1988 في إفادات شهود المجزرة
في الأشهر الأخيرة، شهدنا جميعًا محاكمة أحد جلادي مجزرة عام 1988 في محكمة ستوكهولم، بالسويد، وفي دورس، بألبانيا، بالقرب من أشرف الثالث. خاصة الإفادات المدهشة التي أدلى بها المدعون والشهود الذين شاهدوا بأم أعينهم مشاهد المجازر وأصبحت شائعة بين كثير من المواطنين.
لكن بطبيعة الحال بالنسبة للمجتمع الإيراني، فإن مذبحة 30 ألف مجاهد وسجين من المناضلين في عام 1988 هي حدث لا ينسى، لكن وصف المشاهد المروعة من قبل الشهود المباشرين للمجزرة، وعلى لسان أولئك الذين ساروا شخصيًا في أروقة الموت، أو رأوا في قاعات المشانق، شنق عشرات المجاهدين بأعينهم، قد رسم صورة جديدة لتلك الجريمة المهولة في عقول وضمائر المجتمع الإيراني.
من الواضح أن الملالي وأجهزتهم الاستخباراتية في بداية مؤامرتهم ضد حملة مقاضاة مرتكبي مجزرة 1988 ، لم يدرجوا مثل هذه النتائج في حساباتهم السياسية. كان عزمهم عبارة عن ضرب عصافير بحجر واحد. لقد أرادوا تشويه سمعة حملة المقاضاة والتقليل من عدد القتلى في المذابح وتصويره محدودًا. كما أرادوا نزع الهوية عن المجاهدين المشنوقين.
ولكن خلال هذه المحاكمة، رأى الجميع أن السفاح (حميد نوري) قال صراحة في المحكمة السويدية إنه إذا لم يسمّ مجاهدي خلق بصفة المنافقين أو الطائفة، فسوف يعتقله النظام ويعاقبه، وهذا هو معنى الخط الأحمر الأول في الفاشية الدينية.
يتضح من ذلك أن استخدام كلمات الطائفة والنفاق من قبل أي شخص أو حركة فهو يشير إلى نقطة ارتباطه واشتراكه مع النظام. وفيما يتعلق بهذه المحاكمة، رأينا أن النظام ومرتزقته بذلوا قصارى جهدهم لنزع الهوية من مجاهدي خلق. وبذلوا أقصى جهدهم للتغطية على المثل العليا وعلی التنظيم وخاصة اسم مسعود الذي اختاره المجاهدون المتمسكون بمواقفهم مقابل رفع رؤوسهم على المشانق.
لحسن الحظ، أحبط المجاهدون، بفضل تضامن وجهود العديد من أبناء الوطن، من مختلف الفئات والتوجهات السياسية، وعائلات الشهداء والناجين من المجزرة داخل وخارج البلاد، وأنشطة أعضاء مجاهدي خلق وأنصارهم ومسئوليهم شکاة وشهود في هذه القضية، أحبطوا مؤامرة الملالي وأعطوا زخما جديدا لحملة المقاضاة.
أيضًا، بفضل الشهادات المؤثرة للناجين من المذبحة، أثارت محاكمة هذا السجين في السويد موجة من التوعية الاجتماعية والعالمية، حيث أصبحت المؤامرة بأكملها حتى الآن وبالا على خامنئي ورئيسي الجلاد.
وهنا أتوجه بالشكر الجزيل نيابة عن المجلس الوطني للمقاومة لكل الجهود وخاصة إفادات الناجين من المجزرة وعوائل الشهداء الذين أبدوا تضامنا ووحدة في العمل ضد النظام.
كما أقدّر أنصار المقاومة المنتفضين ومناصريها الذين واصلوا هذه الحملة بالتضحية بالنفس والعطاء وتحمّل الحرارة والبرودة بعدة درجات تحت الصفر خلال الأشهر الماضية، ولا بد من القول إن هذه الجهود أعطت روحًا ودافعًا جديدًا لحركة العدالة وأثلجت صدور المواطنين داخل البلاد وخارجها.
وکما جاء في الکتاب «جريمة ضد الإنسانية»، حدثت مذابح للسجناء السياسيين في 110 مدن على الأقل في إيران. وفي الكتاب نفسه تم الكشف عن أسماء 35 فرقة موت مسئولة عن عمليات القتل في مختلف المحافظات.
وهكذا تستمر حملة المقاضاة حتى تنكشف حقيقة المجازر في كل هذه المدن وفي عموم إيران، ولكي يتم الحصول على القائمة الكاملة لشهداء هذه المجزرة، والكشف عن قبور هؤلاء الشهداء العظام في زوايا إيران الأسيرة ولكي يتم فضح جميع مرتكبي هذه الجريمة الكبرى والمتورطين فيها والمتواطئين معهم وتقديمهم للعدالة في وطننا إيران وفي محاكم شعبية.
وهذه حركة حتى إسقاط نظام ولاية الفقيه.
شكرا لكم جميعا.
- الوسوم:المقاومة الايرانية, انتفاضة إيران