المؤتمر السنوی لـ {المقاومة الإیرانیة}… دعوات غربیة لملاحقة رئیسی وإقامة نظام علمانی
30 من أعضاء الکونغرس ضمن المشارکین… وبومبیو یحذّر من رفع العقوبات
11 یولیو 2021
لندن – تیرانا: «الشرق الأوسط»
طالبت شخصیات سیاسیة ومسؤولون سابقون غربیون من المؤتمر السنوی للمقاومة الإیرانیة إلی ملاحقة الرئیس الإیرانی المنتخب إبراهیم رئیسی بسبب دوره فی إعدامات السجناء السیاسیین فی عام 1988، فضلاً عن إدانة الانتخابات الرئاسیة الأخیرة، والدعوة إلی إسقاط النظام الحالی، واستبداله نظام علمانی به بهدف ضمان الحریة للإیرانیین، ومنع النظام الحالی من تطویر أسلحة دمار شامل.
وبدأ المؤتمر السنوی العام للمقاومة الإیرانیة (مجاهدی خلق)، أمس، أعماله التی تستمر 3 أیام، تحت عنوان «إیران الحرة»، عبر تقنیة الاتصال المرئی للعام الثانی علی التوالی بسبب تفشی جائحة کورونا، بمشارکة العشرات من الشخصیات السیاسیة الأوروبیة والأمیرکیة المؤیدین، بالتزامن مع وقفات احتجاجیة لأعضاء المعارضة الإیرانیة فی عدة مدن أوروبیة.
ویشارک فی مؤتمر هذا العام نحو 30 من أعضاء الکونغرس، بینهم السیناتور مینندیز رئیس لجنة العلاقات الخارجیة فی مجلس الشیوخ الأمیرکی، والسیناتور الجمهوری تید کروز، وزعیم الأقلیة الجمهوریة فی مجلس النواب کیفن مکارثی، فضلاً عن وزراء ومسؤولین سابقین فی أوروبا والولایات المتحدة وکندا.
وبالتزامن مع المؤتمر الذی ینطلق من معسکر أشرف 3 فی تیرانا، عاصمة ألبانیا، نظم أنصار «مجاهدی خلق» تجمعات فی برلین وباریس وواشنطن ولندن وأمستردام وستوکهولم وأوسلو وفیینا وروما وجنیف.
وأجمع السیاسیون الغربیون علی ضرورة إقامة نظام علمانی فی إیران، والتحقیق فی دور الرئیس المنتخب إبراهیم رئیسی فی إعدامات عام 1988 التی استهدفت بشکل أساسی سجناء سیاسیین من أنصار «مجاهدی خلق» فی الشهور الأخیرة من فترة حکم «المرشد الأول»، الخمینی. ودعا المشارکون إلی دعم مطالب الشعب الإیرانی فی تعزیز حقوق الإنسان، وضبط سلوک النظام الإیرانی علی الصعیدین الداخلی والخارجی. وقالت مریم رجوی، زعیمة «المقاومة الإیرانیة»، إن المجتمع الإیرانی «محاصر بالاستبداد الدینی وکورونا والجوع، لکنه یحمل فی طیاته برکاناً من الانتفاضات».
وانتقدت رجوی الانتخابات الرئاسیة التی جرت الشهر الماضی، والتی وصفتها بأنها «أکبر هزیمة وفضیحة فی تاریخ مسرحیات انتخابات نظام الملالی»، وقالت إنه «لا شیء یفسر تعیین رئیسی لرئاسة السلطة التنفیذیة سوی الخوف من الانتفاضة، والاحتضار السیاسی لولایة الفقیه»، وتابعت أن «رئیسی من المتورطین فی مذبحة 30 ألف سجین سیاسی عام 1988، کان 90 فی المائة منهم من (مجاهدی خلق). کما أنه شارک فی تعذیب وإعدام الآلاف من قبل، ومنذ ذلک الحین».
ونوهت رجوی بأن ما حدث هو رد فعل من النظام الإیرانی علی مرحلة من 3 تطورات رئیسیة، وهی أن «النظام یعیش ظروفاً طارئة اجتماعیة واقتصادیة، وفی خضم أزمات مستعصیة»، إضافة إلی «دخول المجتمع الإیرانی مرحلة الانتفاضات والاحتجاجات التی بدأت فی ینایر (کانون الثانی) عام 2018»، فضلاً عن «إنشاء شبکة عامة من المنتفضین الشجعان المتفانین والنیران المشتعلة لمعاقل الانتفاضة ضد مظاهر حکم الفاشیة الدینیة».
وبذلک، توقعت أن «یتفاقم الصراع بین النظام والمجتمع الإیرانی أکثر من ذی قبل»، وقالت إنه «خلال هذه الفترة، تفقد الحلول الزائفة والبدائل الاصطناعیة والافتراضیة دورها الحیوی»، وعدت أن «الاعتدال والإصلاح المزیف أصبحا فی حکم المیت، بینما تصعد نجمة الثورة وإسقاط النظام، بصفتها الحل الوحید اللامع المشرق».
وبدوره، دعا وزیر الخارجیة الأمیرکی السابق مایک بومبیو إلی فهم «صراع واحد هو الأکثر أهمیة لإعادة إیران إلی مکانتها الصحیحة فی التاریخ»، مشیراً إلی أن «القتال المرکزی هو الصراع فی الشوارع وفی المساجد وفی أذهان الإیرانیین؛ هو الانقسام بین الشعب والمعارضة المنظمة الساعیة للحریة والدیمقراطیة من جهة، والنظام برمته من جهة أخری». وهاجم بومبیو النظام الإیرانی بشدة، ووصفه بأنه «نظام وحشی» و«ثیوقراطی»، وقال إنه «نظام جبان کلیبتوقراطی، قتل قادته بالآلاف، ثم یختارون أولئک الذین ارتکبوا هذه الفظائع الهائلة لیقودوا الآن منظمتهم الإرهابیة ونظامهم»، وصرح بأنه «منذ عام 1979، أدت کل الانتخابات المزیفة فی إیران إلی إضفاء مظهر الجمهوریة علی حکومة دینیة فاسدة وحشیة». ومع ذلک، رأی أن الانتخابات الرئاسیة التی فاز بها رئیسی «تختلف اختلافاً کبیراً عن تلک التی سبقتها، ویرجع ذلک أساساً إلی أنها تحدث عندما یکون النظام الثیوقراطی فی أکثر حالاته خطورة منذ عام 1979. کما أن احتمالات بقائه موضع تساؤل علنی من قبل المطلعین علی النظام. الأمة الإیرانیة أمة محبة للحریة؛ باختصار: قلة قلیلة من الناس صوتوا بالفعل لصالح رئیسی».
وحذر بومبیو من أن «أی تعامل مع رئیسی سیکون بمثابة التعامل مع قاتل جماعی»، وقال «هذا لیس فقط غیر أخلاقی، ولکنه أیضاً یأتی بنتائج عکسیة»، وأوضح: «کما کان الحال مع إدارة ترمب، یجب أن تکون حقوق الإنسان ومکافحة الإرهاب فی صمیم سیاستنا تجاه إیران؛ یجب أن ندعم الشعب الإیرانی».
وتابع بومبیو: «إذا أردنا منع إیران من الحصول علی سلاح نووی، فعلینا ممارسة الضغط حتی یغیروا سلوکهم، أو حتی تحدث الإصلاحات التی تحرک إیران نحو شکل دیمقراطی من الحکم»، وأشار ضمناً إلی المفاوضات الجاریة فی فیینا، ومساعی إدارة جو بایدن لإحیاء الاتفاق النووی، ورفع العقوبات عن إیران، وقال: «لا یمکننا أن نغمر ونقدم لآیات الله المال والمزایا الاقتصادیة علی أمل ألا یستخدموها لتغذیة الإرهاب؛ هذا التفکیر أحمق خطیر رجعی»، مشیراً إلی أنه «یجب أن یظل برنامج العقوبات والضغط الذی استخدمته إدارة ترمب نموذجاً للتعامل مع إیران، إذا أردنا ضمان أمن الشعب الأمیرکی، وحیاة أفضل للشعب الإیرانی».
- الوسوم:إيران, السجناء السياسيين, الشعب الإيراني