رسالة إلى اجتماع في الكونغرس الأمريكي لدعم الانتفاضة من أجل جمهورية ديمقراطية في إيران
مريم رجوي: حان الوقت لتقف الحكومات الغربية بجانب الشعب الإيراني ورغبتهم في تغيير ديمقراطي
أعضاء الكونغرس المحترمين
السيدات والسادة
أنا سعيدة لمقابلتكم في هذه الفرصة وفي هذه الظروف الحسّاسة.
أودّ بداية أن أعبّر عن شكري لكم أنتم الأعضاء المحترمين للكونغرس على دعمكم للانتفاضة ومقاومة الشعب الإيراني من أجل الحرية. لقد صوّتت غالبية أعضاء الكونغرس على قرار 118 الذي يدين نظام الملالي ويدعم نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية. القرار يؤكد أن الشعب الأمريكي وممثليه يقف بجانب الشعب الإيراني.
أريد أن أتطرق اليوم إلى خمسة مواضيع:
أولا، الهدف الرئيسي للانتفاضة الوطنية في إيران
ثانيا، دور النساء في الانتفاضة
ثالثا، عنصر التنظيم في الاحتجاجات
رابعا، الآفاق
خامسا، دور المجتمع الدولي
استمرار الانتفاضة الوطنية في إيران
الموضوع الأول: الانتفاضة الوطنية
تستمر الاحتجاجات الوطنية في إيران منذ خمسة أسابيع واتسع نطاقها إلی 194 مدينة رغم القمع الوحشي الذي يمارسه النظام.
المطلب الرئيسي للشعب ينعكس بأفضل وجه في هتافاتهم في الشوارع: الموت للديكتاتور والموت لخامنئي. إنهم يريدون إسقاط النظام بكامل أركانه.
المواطنون ومن خلال ترديد شعار “الموت للظالم سواء كان الشاه أو المرشد (خامنئي)” أعلنوا بصراحة عن معارضتهم لأي نوع من الديكتاتورية.
وفي غضون 5 أسابيع ورغم قتل أكثر من 400 شخص من المنتفضین واعتقال أكثر من 20 ألف منهم وقتل ما بین 30 إلی 40 سجينا أعزل على الأقل في سجن إيفين بسبب دعمهم لانتفاضة الشعب، لم يتمكن النظام من إيقاف الاحتجاجات. جدار الخوف في المجتمع تعرّض للتصدّع.
الموضوع الثاني دور النساء في الانتفاضة:
تلعب النساء دورا قياديا في الانتفاضة الحالية.
شجاعة النساء ودورهن القيادي لم يأت عن فراغ. و تمتدّ جذورها إلى نضال النساء الإيرانيات ضد النظام على مدى 40 عاماً. عشرات الآلاف من النساء ضحّين بحیاتهنّ، منها في مجزرة عام 1988،بسبب العلاقة بمجاهدي خلق ومعارضتهنّ للنظام القامع للمرأة، أو تعرضن للتعذيب طوال سنوات.
لقد حرم نظام الملالي النساء من أبسط حقوقهن الأساسية منها اختيار الملبس. النساء ليس لديهنّ مطلباً سوى مطلب واحد وهو الأساس أي تغيير النظام. إنهن يعرفن أن ضرورة نيل حقوقهن رهین بإسقاط هذا النظام المتطرف.
قتل الشابة البريئة مهسا أميني أصاب العالم بالصدمة. ومنذ ذلك الحين قتل عدد غیر قلیل من النساء الشابات.
الموضوع الثالث بشأن تنظيم الانتفاضة
الاحتجاجات في إيران لها خلفية ورصيد. وجذورها تمتدّ إلى فشل النظام في تلبية المطالب الأساسية للشعب الإيراني.
هذه الاحتجاجات متجذّرة، وتصل جذورها إلى المقاومة منذ أربعة عقود ضد القمع السياسي والاجتماعي، والأزمات الاقتصادية،ومنبثقة من تضحيات اولئك الذين ناضلوا ضد هذا النظام.
وكانت هناك مقاومة منظّمة في طلیعة نضال الشعب.
استمرار الانتفاضة لم يكن يتحقق لو لم يكن مسنوداً بتنظيم واستمرار وحدات المقاومة في الشارع ونشاطاتها.
ومن السمات الخاصة لهذه الانتفاضة حضور نشط لطلاب وطالبات الجامعات والمدارس.
واعترفت سلطات النظام مرارًا وتكرارًا بالدور القيادي لأعضاء وحدات المقاومة وقامت السلطات بتهدید هذه الوحدات.
رابعا، آفاق التغییر
إيران على أعتاب تغيير كبير.
قد يلجأ النظام إلى مزيد من العنف. ولكن الوقائع خلال الأسابيع الخمسة الماضية، لاسيما الروح النضالية لدى جيل الشباب ووجود وحدات المقاومة في عموم البلاد ودعم الشعب العام تؤكد أننا قد دخلنا مرحلة جديدة.
نظام الملالي يعيش حالة ضعف أكثر من أي وقت مضى.
هناك توترات متزايدة في صفوف القوى الأمنية. ولهذا السبب الملالي بحاجة إلى الاعتماد على قوات الحرس لبقائهم.
بوادر تغيير النظام في إيران تلوح في الأفق أكثر من أي وقت آخر.
ووفق مشروع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية باعتباره بديل النظام، يجب نقل السلطة في فترة انتقالية قصيرة جدا إلى الشعب من خلال إجراء انتخابات حرة.
تقوم حكومة مؤقتة بتولي شؤون البلاد وتجري انتخابات للمجلس التأسيسي في مدة لا تتجاوز 6 أشهر. هذا المجلس يختار حكومة مؤقتة جديدة ويشرف على أدائها من جانب ومن جانب آخر يقوم بصياغة الدستور للجمهورية الجديدة.
الموضوع الخامس يتعلق بواجبات المجتمع الدولي
حان الوقت لاتخاذ سياسة جديدة تجاه نظام الملالي.
حان الوقت لتصدّق الحكومات الغربية أن إيران على وشك تغيير.
حان الوقت لكي يقف المجتمع الدولي بجانب الشعب الإيراني ورغبتهم في تغيير ديمقراطي.
وبناء جمهورية ديمقراطية قائمة على أصوات الشعب والمساواة بين الرجل والمرأة وفصل الدين عن الدولة وإيران غير نووية.
أبناء الشعب الإيراني مهدّدون يوميا بالهجمات والقتل والاعتقال. انهم يريدون إسقاط الفاشية الدينية.
على العالم الاعتراف بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن النفس تجاه القمع الوحشي.
واتخاذ خطوة عملية لتطمين الشعب الإيراني بالوصول إلى الإنترنت الحرّ.
الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني ستنتصر والشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية سيتذكران أصدقاءهما في المراحل الصعبة.
أشكركم جميعا
- الوسوم:إيران, انتفاضة إيران, تنزّل النظام, معاقل الانتفاضة