مريم رجوي: الموقف اللازم الذي یجدر علی المجتمع الدولي اتخاذه تجاه إيران
كلمة بمناسبة إعلان بيان أعضاء المجلسين في بریطانیا لدعم انتفاضة الشعب الإيراني والمقاومة الإیرانیة
أيها الأصدقاء الكرام، الأعضاء المحترمون في اللجنة البريطانية من أجل إيران حرة والأعضاء الأفاضل للمجلسين البريطانيين!
ان مبادرتكم لاعتماد سياسة جديدة تجاه إيران من قبل 525 برلمانيا في مجلسي العموم واللوردات لدعم مقاومة الشعب الإيراني وانتفاضته يجب أن تكون مثالا لحكومتكم وبرلمانات الدول الأوروبية الأخرى.
في الوضع الحساس الراهن قدمتم بهذا البيان سياسة قوية وفاعلة حيال إيران. وأکد بيانكم أن منتخبي الشعب البريطاني يقفون بجانب الشعب الإيراني ويدعم انتفاضته ومقاومته من أجل الحرية.
كما يؤكد بيانكم أنكم تقفون بجانب الشعب الإيراني الذي يطالب برفض أي نوع من الديكتاتورية سواء كانت ديكتاتورية الشاه أو الملالي.
وكنتم أنتم روّاد سياسة صحيحة. وأبناء الشعب الإيراني يتذكرون دائما دوركم البارز حينما تحدّى 36 عضوا من المجلسين بشجاعة تصنيف مجاهدي خلق أمام المحكمة مما أدى إلى شطب المنظمة من القائمة السوداء. والآن أنتم رواد لوضع قوات الحرس في قائمة الإرهاب.
أيها النواب المحترمون!
شهدنا خلال الانتفاضة تضامن الشعب البريطاني مع المنتفضين في إيران خاصة مع النساء الرائدات. والآن أن تلك الصداقات ومواقف التضامن تجلّت في مبادرتكم هذه.
سبق وأن قام أكثر من 1200 من عمداء وأعضاء مجالس المدن في بريطانيا وكذلك غالبية نواب المجالس في اسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية بمبادرة مماثلة.
وتشیر هذه البيانات التي صدرت من قبل نواب البرلمان الأوروبي وبرلمانات مختلف الدول الأوروبية إلى أن غالبية منتخبي الشعوب الأوروبية يعارضون بقوة سياسة المهادنة حیال النظام الإيراني.
سياسة المهادنة عديمة المصداقية
ليست هذه الرسالة مجرد رسالة تضامن؛ وانما تعبّر عن موقف سياسي حیال نظام معروف بالإعدام والمجازر والراعي الرئيسي للإرهاب الحكومي المنظّم.
إذن تعكس بياناتكم عزلة سياسة المهادنة وعدم مصداقيتها بالكامل. فحينما يرد الملالي على احتجاجات الشعب الإيراني بحالة إعدام في كل خمس ساعات، وفي الوقت الذي يهدّد الملالي الأمن العالمي بالخطر بتكديس 5 أطنان من اليورانيوم المخصّب، ومادام الملالي یهدون المجازر والدمار لجزء من شعوب أوروبا بإرسالهم طائرات مسيرة؛ فإن منح امتيازات لنظام الملالي لن یجلب سوء الخذلان والعار.
لو لم تکن المهادنة سياسة الغرب حیال الملالي، لما تحوّل احتجاز الرهائن من رعايا الدول الغربية إلى سياسة رسمية للنظام؛ ولو لم تكن المهادنة سياسة دول الغرب، فقد كان مشروع الملالي للسلاح النووي قد ازيل منذ سنوات؛ ولو لم تكن سياسة المهادنة، لكان الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية قد فتحوا طريق إسقاط النظام.
وفي واقع الأمر، يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية خاصة في موضوع إيران. وإن بيانكم يعتبر موقفاً مناسبا لهذه المسؤولية. أي الوقوف بجانب الشعب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية؛ اولئك الذين دفعوا ثمن النضال ضد هذا النظام منذ أكثر من 4 عقود بتحمل المعاناة والتعذيب والتضحية وتقديم 120 ألف من خيرة أبناء الشعب رجالا ونساءا وهم مستعدون لدفع أي ثمن للوصول إلی الحرية.
إن سياسة المهادنة جعلت لنا هذا الثمن أبهظ بينما سهّلت الأمر للعدو لقمع الحريات. لم تضر سياسة المهادنة أبناء شعبنا فقط وانما قد أصابت الشعب البريطاني وشعوب أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط بخسائر كبيرة جراء إرهاب الملالي واحتجاز الرهائن ونشر الحروب. إن أبناء الشعوب دفعوا ويدفعون ثمن المساومة مع هذا النظام.
عندما ينحني منفّذو هذه السياسة رأسهم أمام النظام، فهذا يشجّع الملالي. مثل قرار بلجيكا الأخير لترحیل دبلوماسي إرهابي إیران. فهذه السياسة هي التي أوصلت الفاشية الدينية إلى عتبة امتلاك القنبلة النووية.
لذلك بيانكم والسياسة التي تقدمونها تخدم السلام والأمن العالميين.
نتذكر اللورد كوربت الراحل بالخير حيث لخص هذه الحقيقة في عبارة “حرية إيران، هو حريتنا، لأن الحرية تكون عادة متكاملة ولا يمكن تقسيمها”.
انكم أثبتم مكانتكم الجديرة في هذا البرلمان بتجاوبكم لهذه المسؤولية منذ 4 عقود. وتتبلور أسماء شخصيات أجلّاء مثل البارونة بوترويد واللورد اسلين واللورد كوربت واللورد وادينغتون والسير ديفيد ايمس كرواد. هذه الأسماء مبعث دائما في تاريخ العلاقات بين شعبينا.
وذات مرة قال ديفيد أيمس: لا أتوقف من السعي حتى يتمتع أبناء الشعب الإيراني كلهم بالحرية والازدهار. وحقا انه في عداد أبطال الحرية.
كما لا ننسى كلمات البارونة بوترويد بشان مجزرة 30 ألف سجين سياسي (عام 1988): “هذه أكبر جريمة ضد الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية بقيت دون عقاب”.
كما أقتبس عبارة عن اللورد كوربت حينما قال في مؤتمر 14 فبراير 2011: حين كان جدار برلين في حالة الانهيار کان هناك وشرح قائلا: “اني جلست وأبكي، لأني ومثل غالبية الناس كنا نعرف أنه من المقرر أن يحصل هذا في يوم ما. ولكن بقي سؤال في الذهن متى يحين ذلك اليوم”.
ثم خاطب الحكام المستبدين في إيران قائلا: “ستتحرك عاصفة التغيير الديمقراطي في عموم إيران. الدبابات لن تكون قادرة على قتل الحرية. لا يمكن شنق مطالب الشعب. التعذيب لا يستطيع إسكات هؤلاء المطالبين باحترام حقوق الإنسان. ستحوّل الديمقراطية ديكتاتوريتكم العنيفة إلى وصمة عار قذرة في سجل تاريخ إيران”.
نعم، سيحل علينا هذا اليوم بالتأكيد. ونحن ملتزمون بتقريب تحقيق هذا الواقع ولو بيوم واحد.
- الوسوم:إيران, الشعب الإيراني, تنزّل النظام