مریم رجوی فی البرلمان الأوروبی: إسقاط النظام والتغییر الدیمقراطی فی إیران ممکنٌ بالاعتماد علی الشعب الإیرانی ومقاومته
قد مؤتمر فی البرلمان الأوروبی – بروکسل یوم 20 نوفمبر تحت عنوان “السیاسة الجدیدة تجاه إیران-الترکیز علی الشعب الإیرانی والمقاومة الإیرانیة” بحضور السیدة مریم رجوی ، الرئیسة المنتخبة للمجلس الوطنی للمقاومة الإیرانیة شارک فیه عدد من أعضاء البرلمان الأوروبی من مجموعات سیاسیة مختلفة.
وکالة انباء حضرموت
عقد مؤتمر فی البرلمان الأوروبی – بروکسل یوم 20 نوفمبر تحت عنوان “السیاسة الجدیدة تجاه إیران-الترکیز علی الشعب الإیرانی والمقاومة الإیرانیة” بحضور السیدة مریم رجوی ، الرئیسة المنتخبة للمجلس الوطنی للمقاومة الإیرانیة شارک فیه عدد من أعضاء البرلمان الأوروبی من مجموعات سیاسیة مختلفة.
أکد المتحدثون علی ضرورة تبنی سیاسة صحیحة وفعالة تجاه إیران ودعم الشعب الإیرانی والمقاومة الإیرانیة لتحقیق جمهوریة دیمقراطیة.وألقت السیدة مریم رجوی کلمة فیها فیما یلی نصها:
یسرنی أن ألتقی بکم فی بدایة الدورة الجدیدة للبرلمان الأوروبی.
فی الدورة السابقة، صوّت البرلمان الأوروبی علی قرارین لإدراج قوات حرس النظام الإیرانی فی قائمة التنظیمات الإرهابیة.
کان هذا فرصة لکبح جماح الحرب التی یشنها النظام الفاشی الدینی الحاکم فی إیران، لکنها للأسف لم تُنفَّذ. کما أن تفعیل آلیة الزناد بقی معلقًا دون أی إجراء.
منذ فترة طویلة، یعتمد هذا النظام علی تصدیر التطرف والإرهاب وإشعال الحروب کنهج رئیسی للتعامل مع أزمته الداخلیة ضد الشعب الإیرانی، وسدًّا أمام انتفاضاته.
یا تری، ماذا کان “ذنب” نائب رئیس البرلمان الأوروبی السابق، البروفیسور ألیخو فیدال کوادراس، الذی مرّ عام علی محاولة اغتیاله فی مدرید؟
إن “جریمته” کانت وقوفه فی صف الشعب الإیرانی ومقاومته العادلة فی مواجهة الفاشیة الدینیة.
الحرب الرئیسیة للنظام ضد الشعب الإیرانی
الحرب ضد الشعب الإیرانی منذ بدایة عام 2024 تخللها تنفیذ حوالی 800 حکم إعدام.
هذا الأمر شکّل صدمة کبیرة وأسفًا بالغًا للبرلمان الأوروبی، الذی کان دائمًا رائدًا فی الدعوة إلی إلغاء عقوبة الإعدام.
أما بالنسبة للشعب الإیرانی ومقاومته، اللذین أعلنا منذ 20 عامًا ضرورة إلغاء الإعدام کجزء من برامجهما، فقد کان هذا الوضع مؤلمًا للغایة.
ومنذ تسلّم الرئیس الجدید للنظام السلطة قبل أربعة أشهر، تم تنفیذ حوالی 500 عملیة إعدام لحد الآن.
ان سجل نظام الملالی البغیض یتضمن 100 ألف إعدام سیاسی وأکثر من نصف ملیون سجین تعرّضوا للتعذیب.
صرّح خامنئی مرارًا بأنه إذا لم یشن الحرب فی سوریا والعراق والیمن ولبنان وغزة، فسیضطر إلی الدفاع عن نفسه داخل إیران، فی طهران وأصفهان وشیراز، أی فی عمق البلاد.
الانتفاضات الشعبیة الواسعة التی حدثت فی أعوام 2009، 2017، 2018، 2019، و2022 تمثل دلیلًا واضحًا علی حقیقة أن الحرب الأساسیة هی بین النظام والشعب الإیرانی.
الیوم وقبل ساعات احتج عدة آلاف من المعلمین والتربویین المتقاعدین أمام برلمان النظام مرددین “ویل لکم من هذا الظلم” و لهذا السبب أن النظام، بانتهاک کامل للاتفاق النووی وبالتمویه والمخططات والمقترحات المخادعة [1]
یواصل مشروع صنع القنبلة النوویة التی یعتبرها ضمانًا استراتیجیًا لبقائه. تفعیل آلیة الزناد وتفعیل القرارات الستة لمجلس الأمن، التی کان یجب أن تُنفَّذ منذ وقت طویل، هو الخطوة الأولی الفوریة والضروریة. ومع ذلک، فإن الخلاص النهائی من دیکتاتوریة إرهابیة نوویة یتطلب تغییر النظام من قبل الشعب والمقاومة.
تغییر دیمقراطی هدف فی متناول الید
جئت الیوم إلی بیت الدیمقراطیة الأوروبیة لأعلن:
یمکن إنهاء إرهاب النظام وإشعال الحروب التی یشنها.
إسقاط النظام والتغییر الدیمقراطی فی إیران ممکنٌ بالاعتماد علی الشعب الإیرانی ومقاومته.هذا الهدف قابل للتحقیق وفی متناول الید.
وأشیر هنا إلی أهم العناصر لتحقیق ذلک:
1) الشعب الإیرانی مستاء وغاضب بشدة، إلی جانب وحدات الانتفاضة التی تقف فی طلیعة النضال، وتلعب النساء دورًا رئیسیًا فی قیادتهن.
تُعدّ وحدات الانتفاضة جزءًا من جیش التحریر الوطنی الإیرانی. ومن خلال أنشطتها التی تکسر حاجز القمع، تمثل القوة للتغییر ومقاتلی درب الحریة فی إیران.
خلال مؤتمر یونیو 2024، تم عرض مقاطع فیدیو تضم 20 ألف نشاط وحراک لهذه الوحدات فی جمیع أنحاء إیران.
2) تعتبر منظمة مجاهدی خلق الإیرانیة، بحوزتها آلاف الکوادر المتمرّسة، حرکة لها تاریخ یمتد 60 عامًا من النضال ضد دیکتاتوریتی الشاه والملالی. یشهد الأصدقاء والخصوم علی دورها المحوری فی المقاومة. هذا الکتاب (کتاب الشهداء) یتضمن أسماء وهویات 20 ألفا من شهداء المنظمة التی أعلنت النظام عدوها الرئیسی.
کما أن هذا هو السبب الرئیسی للحملات المکثفة لتشویه صورتها.
أشرف 3 فی ألبانیا، حیث یوجد ألف امرأة مناضلة وما یقرب من ألف سجین سابق عانوا التعذیب فی ظل دیکتاتوریتی الشاه والملالی، یُعدّ أحد مراکز هذه المنظمة.
3) المجلس الوطنی للمقاومة الإیرانیة البدیل الدیمقراطی للنظام یضم 457 عضوًا[2] من توجهات مختلفة، وتُشکّل النساء أکثر من 50% من أعضائه.
إنه أطول تحالف سیاسی عمرًا فی تاریخ إیران، تأسس قبل 43 عامًا علی ید مسعود رجوی فی طهران.
یملک المجلس برامج وخططًا محددة تشمل:
– الحریات وحقوق المرأة.
– الحکم الذاتی للقومیات.
– المساواة بین الشیعة والسنة وسائر الأدیان.
– فصل الدین عن الدولة.
– إلغاء عقوبة الإعدام.
– بناء إیران غیر نوویة
والمجلس یدافع دوما عن السلام فی الشرق الأوسط.
کما أن هذه المقاومة کانت أول من کشف عن برامج النظام الإیرانی النوویة السریة ومنشأته المخفیة عام 2002.
4) علی مدی العقود الأربعة الماضیة، نظّمت المقاومة الإیرانیة أکبر التجمعات للإیرانیین فی الخارج، ما یعکس الدعم الشعبی الکبیر الذی تحظی به داخل إیران.
عائلات وأقارب 100 ألف شهید فی سبیل الحریة، بالإضافة إلی مئات الآلاف من السجناء السیاسیین خلال الـ45 عامًا الماضیة، کانت ولاتزال من أبرز الداعمین لهذه المقاومة.
کما أن هناک شریحة واسعة من المتخصصین الإیرانیین الذین یشکلون جزءًا من 320 جمعیة فی مجتمعات الإیرانیین بالخارج، وهم یمثلون عنصرًا أساسیًا من الکوادر اللازمة لبناء إیران المستقبل.
تتمیّز هذه المقاومة بکونها حرکة کبیرة ومستقلة تمامًا، تعتمد فی تمویلها علی الاکتفاء الذاتی.
تُغطی جمیع نفقاتها، من المصاریف الیومیة إلی الاتصالات، المنشورات، التجمعات، وقناة تلفزیونیة تبث علی مدار الساعة عبر خمسة أقمار صناعیة للشعب الإیرانی، من خلال أعضاء المقاومة ومؤیدیها داخل إیران وخارجها.
5) الدعم العالمی لبرنامج المقاومة الإیرانیة المکوّن من 10 نقاط حیث تم الإعلان عن هذا الدعم خلال التجمع الکبیر للإیرانیین فی یونیو 2024. وقد حظی بدعم واسع تمثل فی:
– بیانات صادرة عن 34 أغلبیة برلمانیة فی أوروبا وأمریکا.
– دعم من بعض الدول العربیة.
– بیان مشترک وقّعه 137 من قادة العالم السابقین و80 من الحائزین علی جائزة نوبل.
هذا الدعم یؤکد السعی لإقامة جمهوریة دیمقراطیة فی إیران، خالیة من الدیکتاتوریة الدینیة أو الملکیة.
عملیة انتقال السلطة بعد إسقاط النظام الکهنوتی
بخصوص مستقبل إیران، أکدتُ دوما أننا لا نسعی للاستیلاء علی السلطة، بل لنقلها إلی أصحابها الحقیقیین، أی الشعب الإیرانی وأصواته.
وفقًا لخطة المجلس الوطنی للمقاومة الإیرانیة، ستکون عملیة انتقال السلطة بعد إسقاط النظام کما یلی:
تشکیل حکومة مؤقتة لمدة لا تتجاوز 6 أشهر، تتمثل مهمتها الأساسیة فی تنظیم انتخابات مجلس تأسیسی.
تتنحی الحکومة المؤقتة بمجرد تشکیل المجلس التأسیسی، وتنتهی مهمة المجلس الوطنی للمقاومة الإیرانیة.
تنتقل السلطة إلی ممثلی الشعب فی هذا المجلس، الذین سیعملون علی تشکیل حکومة لمدة عامین لوضع وإقرار دستور الجمهوریة الجدیدة عبر استفتاء شعبی.
دعونی أذکر بثلاث نقاط للتأکید والاطمئنان:
أولا- تزعم الدیکتاتوریة الدینیة ومؤیدوها أنه لا یوجد بدیل.
هذا الادعاء کذب محض، وقد أثبتت ذلک مواقف العدید من الشخصیات والهیئات المنتخبة عالمیًا التی تصدت لهذا الزیف کما أشرنا سابقًا.
ثانیا- یدّعی الملالی أن غیابهم سیحوّل إیران إلی دولة فاشلة علی غرار سوریا أو لیبیا، تغرق فی الفوضی.
هذه الحجة هی الوجه الآخر لادعاء غیاب البدیل.
عندما یوجد بدیل سیاسی قوی ومؤهل، لن یکون هناک مجال للفوضی.
إضافة إلی ذلک، فإن ملایین الإیرانیین المغتربین، بما یمتلکونه من خبرات علمیة ورؤوس أموال، مستعدون للعودة إلی الوطن والمساهمة فی إعادة بناء إیران.
ثالثا- یزعم النظام أن سقوطه سیؤدی إلی تقسیم البلاد. وهذا کذب أیضا.
خلال الانتفاضات الشعبیة، فقد هتف الإخوة البلوش والأکراد بشعارات مثل: “من کردستان إلی طهران، ومن زاهدان إلی طهران، نفدی بأرواحنا من أجل إیران “.
انهم یطالبون بحقوقهم ولا التقسیم.
أخطاء السیاسات الغربیة علی مدار العقود الثلاثة الماضیة
اسمحوا لی أن أستنتج فی نهایة الکلام أن مصدر أخطاء السیاسات الغربیة تجاه إیران علی مدی العقود الثلاثة الماضیة یتمثل فی تجاهل هذه الحقائق وإنکار وجود بدیل للنظام.
هذا البدیل جاء ثمرة 46 عامًا من النضال المستمر ضد نظام ولایة الفقیه، الذی یُعتبر نموذجًا للفاشیة الدینیة. نضال یهدف إلی تحقیق الحریة والمساواة بین جمیع الإیرانیین، رجالًا ونساءً.
کالعادة أکرر: لا للحجاب الإلزامی ولا للدین القسری ولا لحکم الجور.
وهنا إذ أهنئ القیادة الجدیدة للاتحاد الأوروبی، أتمنی أن تتخذ سیاسة حازمة تجاه نظام الملالی الإرهابی والمثیر للحروب وذلک بنبذ کامل لسیاسة المساومة. ویعد ذلک احتراما لمطلب الشعب الإیرانی لتغییر النظام وتحقیق الدیمقراطیة وسیادة الشعب فضلا عن ضرورة للسلام والاستقرار فی المنطقة والعالم.
أشکرکم جمیعا
المصدر: موقع مریم رجوی