مریم رجوي: حياة منظمة مجاهدي خلق على مدى 55 عامًا عجينة مع معاناة الشعب الإيراني ومطلبه من أجل الحرية والعدالة!
كلمة بمناسبة ذكرى تأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية
أيها المواطنون!
عوائل الشهداء والسجناء السياسيين
أنصار وحماة مجاهدي خلق
تدخل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية غدًا عامها السادس والخمسين، فبورک عليكم جميعًا هذه المناسبة!
هذه المنظمّة التي تعتبر زهرة صمود الشعب الإيراني في مواجهة نظامي الشاه والملالي، وهي الأمل المتجسد في التاريخ الإيراني،
الشاه مع جهاز أمنه الجهنمي (السافاك) وتمتعه بدعم القوى العظمى العالمية وحلمه لـ«الحضارةالکبری»، سقط أخيرًا بفعل انتفاضة الشعب الإيراني.
كما أن الملالي مع قوات الحرس التابعة له ورغم المجازر والقمع الوحشي وحلمه لتأسيس الخلافة الإسلامية سیکون مصیرهم السقوط على أيدي الشعب والمقاومة الإيرانية وجيش التحرير العظيم.
وما يبقى شامخًا وصامدًا مثل الماضي هو مقاومة الشعب الإيراني المطالبة بالحرية وفي محورها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
تحية للمؤسسين الكبار محمد حنيف نجاد وسعيد محسن وعلي أصغر بديع زادكان الذين دشّنوا هذا الصرح التاريخي. تحياتنا لهم.
–
وأهلا بمسعود قائد المقاومة الذي ضمن بقاء هذه المنظمة تحت وطأة الضربات المدمّرة لنظامین دیکتاتوریین وجعلها فی ازدهار مستمرّ لاسیما في النضال ضد الملالي الكنهوتيين. وصانها من الانحراف والانتهازية والحملات الاستعمارية، ووضعها في محور البديل الديمقراطي.
كما طوّرالمنظمة إلى مستوى جيش التحرير الذي نحن المؤسسون الرابع له.
من حنيف المؤسس إلى مسعود
عندما نتحدث عن حنيف ومسعود والمنظمة والجيش والبديل، فهذا ليس تلاعباً بالكلمات. وليس كتابة إنشاء عن بعد. لأن كل واحد منكم يعرف الثمن الحقيقي لكل كلمة في هذه المجالات، وأنتم جربتم ذلك لسنوات عديدة وعليكم أن تنقلوا هذه التجربة إلی جيل الانتفاضة.
لأن التنظیم والجيش والبديل، البديل الديمقراطي الوطني الحقيقي، کانت النواقص الأساسية الثلاثة التي عانى منها الشعب في نضالاته منذ ثورة الدستور، رغم كل التضحيات التي قدمها، ودفع الثمن الباهظ.
لأنه في غياب منظمة مؤهلة وتنظيم قيادي، فلن يكون هناك تغيير جوهري وأساسي. الناس ينهضون مثل عهد ثورة الدستور ويفرضون الدستور على الملكية المطلقة، لكن لا يوجد ضمان لاستمراره. لا يمكن تصور نضال محترف كامل بدون منظمة محترفة.
وهذا كان من الدروس الأوائل التی علّمها حنيف نجاد لمجاهدي خلق في ذلك الوقت. كما وفي الثورة المناهضة للشاه، بقي مكان المنظمة القيادية فارغًا. لأن الانتهازيين المتشدقين باليسارية، قد دمروا المنظمة كما قام الشاه بإعدام مؤسسيها.
ونرى اليوم أيضًا أن النظام يقول بألف لغة أن مشکلته هي تنظيم مجاهدي خلق الذي يجب محوه من المشهد وقطع رأسه من الجسد من أجل بقاء النظام. ومرتزقة النظام كلهم ينشطون في هذه الساحة ويعملون علی نفس الخط!
وأما بخصوص جيش التحرير، إذا لم يكن موجودًا، فستكون النتيجة مثل ما حدث للدكتور محمد مصدق، حیث إن الحركة الوطنية، رغم كل التضحيات ضد الثورة الشاه والاستعمار، بقیت بلا حماية وفشلت.
وأما بالنسبة لضرورة وجود بديل ديمقراطي مستقل، فإن التجربة التاريخية المتمثلة في اختطاف وسرقة الثورة المناهضة للشاه ماثلة أمام الأعين.
فالشعب الإيراني هو الذي يدفع الفاتورة منذ 42 عامًا.
فلول نظام الشاه هم أيضا يطالبون الشعب الإیرانی بدفع فاتورة جرائم الشاه وأبیه رضا خان، ويقولون إن المشكلة هي قیامکم بالثورة ضد الشاه! وإنکم لا تقدّرون قيمة الديكتاتورية!
نحن نقول إن الثورة ضرورة التقدم وجدلیة التطورتفرضها. المشكلة ليست في الثورة ولم تكن كذلك. بل كانت المشكلة في البديل. وفي قيادة الثورة وليس في الثورة.
وهذا كان أول درس تعلمناه من الثورة المناهضة للشاه، وقام مسعود قائد المقاومة بإثراء هذا الدرس وتنظيره وتقدیم حلّ موضوعی للشعب الإيراني بتأسیس المجلس الوطني للمقاومة باعتباره البديل الديمقراطي والمستقل الوحيد.
أعود مرة أخرى إلى درس اليوم الأول الذي أعطاه المؤسس حنيف نجاد قبل 55 عامًا، أي درس العمل الجماعی والتنظيم. إذا أرادت هذه المنظمة إحداث ثورة في المجتمع، فيجب أن يكون لها نظريتها الثورية وأيديولوجيتها الخاصة. وکان عليها أن تتحمل مسؤولية ومعاناة الثورة ضد الشاه والملالي.
نضال دؤوب بتضحيات جسام هو تاريخ السنوات الـ 55 الماضية مع بحور من الدماء وسلسلة من العقبات الکأداء وصعوبات كبيرة ومصاعب نعرفها جميعًا.
نعم، وحقًا اجتياز أي واحد منها، أي اجتياز أي ضربة وأي مؤامرة كانت تتطلب استيعابًا وقدرة، ووعيًا وبصيرة سياسية واجتماعية وتاريخية. وهنا نشعر بحاجتنا إلى الإيديولوجيا والمُثل العليا. وإلا لا يمكن السير في هذا المسار أبدًا.
كما قال الإمام الحسين: إنما الحیاة عقيدة وجهاد. والمجاهدين لا یمکن لهم البقاء بدون العقيدة والإيمان. ولهذا السبب فإن الشاه والملالي والمتواطئین معهم ومن يقف في جبهاتهم وأتباعهم يعادون بشكل جنوني لعقیدة وإيديولوجية مجاهدي خلق.
وکان الشاه یسمّینا مخرّبین وماركسيین إسلاميین. فيما وصفنا خميني بأنكم منافقون، بأفكار انتقائیة، وأسوأ من الكفار. في ثقافة الشاه والملالي ومن يتبع نهجهم، حتى لو تقمصوا لباس اليسارية الغليظة من النوع السوسیال البرجوازي، حيث يقولون لا يحق لكم في أن يكون لديكم أيديولوجية أو مثل أعلى.
لكم الحق فقط في الاختيار بين الملالي والشاه أو في الفلك البعيد والقريب منهما! على وجه الخصوص، لا يحق للمرأة المجاهدة اختيار غطائها. النظام يقول إما الحجاب أو القمع، وقبله بسنوات كان أب الشاه رضا خان يقول: بلا حجاب أو القمع!
كلا المنطقين یأتی من فکر رجعي حتى العظم وضد الحرية. في رأينا، المرأة هي التي تختار.
مثلما يجب أن يكون المواطنون أحرارًا في اختيار دينهم وعقيدتهم ومعتقدهم ومسلكهم.
تنص قرارات المجلس الوطني للمقاومة بشأن فصل الدين عن الدولة على أنه «لا يجوز حرمان أي مواطن أو تمييزه بسبب إيمانه من عدمه بدين أو مذهب في الترشح والانتخاب والتوظيف والتعليم والقضاء وغير ذلك من الحقوق الفردية والاجتماعية».
كما يجب على جمهور الشعب الإيراني، رجالًا ونساءً، أن ينتخب الحكم والنظام الجمهوري الجديد بتصويت حر ومتكافئ ومباشر.
إزالة الغبار عن وجه الدين
ولهذا أصبحت حياة منظمة مجاهدي خلق البالغة 55 عامًا وحياة المجلس الوطني للمقاومة البالغ من العمر 40 عامًا عجينة مع معاناة الشعب الإيراني ومطالبه أي الحرية والعدالة وسيادة الشعب.
تبرز الانتفاضات فی إیران منذ كانون الثاني (يناير) 2018 بوضوح أن هذه الانتفاضات هي مسرح الإقبال الاجتماعي لنهج مجاهدي خلق ورؤيتها، خاصة بين جيل الشباب المنتفض، وفي نفس الوقت مشهد تقدم المنظمة وتزايد نشاط معاقل الانتفاضة.
وكما قال الدكتور هزارخاني: هناك ثورة في إيران. مهما كان رأينا، يجب أن نساعد منظمة مجاهدي خلق بقدر ما نستطيع لتحقيق هذه الثورة بشكل أسرع.
الدكتور هزارخاني أحد أبرز الكتّاب والمفكرين الإيرانيين المعاصرين، والذي معروف للجمیع نشاطاته السياسية والثقافية لأكثر من 60 عامًا.
وعن دور قيادة مسعود رجوي في مواجهة نظام خميني الكهنوتي، قال الدكتور هزارخاني: «وضع مسعود تفسيره للإسلام مقابل تفسير خميني للإسلام، وكان هذا أمرًا مهمًا جدًا. لم يكن من السهل تحمل مصاعبها ونتائجها، لكنه حوّل مسعود حركة المقاومة إلى حركة مثالية تعرف ما تريده سياسياً وتعرف ماذا تريد أن تفعل. في رأيي هذا هو سر تقدم المجاهدين في حقيقة أنهم قد أزالوا الغبار عن وجه الدين.
مطلب الشعب إسقاط النظام
أيها المواطنون!
الفقر والقمع والكبت وكورونا يضرب إيران اليوم. لم تكن الاختلافات الطبقية عميقة ورهيبة من قبل مثلما هو الآن. آلة القمع لا تتوقف لحظة للحفاظ على نظام ولاية الفقيه الشرير. قضاء نظام الجلادين یصدر مسلسلًا من أحكام الإعدام.
ومع ذلك، فإن المجتمع ليس محبطًا وغير مبالٍ، بل يثور وينتفض.
انتشرت الانتفاضة والعصيان في جميع أنحاء إيران، مروية بدماء آلاف الشهداء. والانتفاضات قادمة لامحالة.
معسكر أشرف بصموده التاريخي وشهدائه تکاثر في كل مكان في إيران، في شكل معاقل الانتفاضة، وأصبحت ذکری عملية ”الضياء الخالد“ الكبرى كابوس الرعب لقادة النظام كل عام.
في كلمة واحدة، نحن نواجه مجتمعا متفجرا. مع المنتفضين والرجال العاصين الذين يتربصون ويستعدون للنهوض. الشباب هم القوة الحاسمة لهذه الانتفاضة. وشباب الانتفاضة يفتحون الطريق لانفجار الطاقة الهائلة للمضطهدين.
انظروا إلى انتفاضتي نوفمبر 2019 ويناير 2018.
ولم يترك المواطنون الذين نزلوا إلى الشوارع أي مجال للشك في أنهم رأوا الحل لجميع مشاكلهم في إسقاط نظام ولاية الفقيه.
ليس لديهم أي طلب من النظام سوى الإطاحة به.
إنهم لا ينظرون إلى الماضي، يتطلعون إلى المستقبل ويهتفون بالموت للظالم سواء كان ملكًا (الشاه) أو زعيمًا(خامنئي).
إنهم يستهدفون مظاهر حكومة الملالي. وبكل وجودهم يتلمسون حقيقة أن هذا النظام ليس قابلا للإصلاح. يجب الإطاحة بنظام الملالي بالكامل. وهم يعرفون أيضًا أن الملالي لا يتركون الشعب الإيراني بلغة لطيفة.
نعم، هذه هي نفس الخطوط والحدود السياسية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية التي كان مصرٴا عليها منذ عام 1981. وهو يعبّر عن اصالة نهج المجاهدين الذي تترجمه دماء أكثر من 100.000 مجاهد.
النظام يتعامل مع أسرى الانتفاضة مثلما تعامل مع المجاهدين في السجون ومراكز التعذيب الرهیبة منذ عام 1981.
إن وصف التعذيب الذي تعرض له نويد أفكاري وإخوانه، ثم الإعدام مرتين والسجن لمدد طويلة، أثار ليس فقط الشعب الإيراني ولكن أيضًا ضمير الإنسانية المعاصرة.
وأفادت الأخبار اليوم أن النظام قد نقلهم إلى مكان آخر. كلامنا وكلام شعبنا وشعوب العالم هو: لا تعدموا. أطلقوا سراحهم.
في الشهر الماضي، فإن نشر صورة لفتاة وصبي على جانبي صورة والدهما الشهيد مصطفى صالحي الذي أُعدم مؤخرًا، أشعل مرة أخرى النار في قلوب شعبنا في جميع أنحاء البلاد.
في الأسبوع الأول من يوليو، حكم القضاء التابع لخامنئي على ثلاثة من سجناء الانتفاضة بالإعدام. لكن نتيجة حملة “لا تعدموا!” بمشارکة ملایین المستخدمین، أجبر النظام على التراجع مؤقتًا.
لذلك المجاهدون معتزون بأن طريق الكفاح والمقاومة الوطنية ازدهرت وتضاعف بالملايين.
نظام الملالي الغارق في دوامات عدیدة
نظام الملالي محاصر في وقت واحد من كل الجهات من بيروت إلى البصرة والنجف وكربلاء وبغداد. والشباب اللبناني يقول «كلّن یعنی کلّن» .. وهذا يعني ليرحل الجميع!
والشباب العراقي یضرمون النار فی مراكز ومظاهر هذا النظام الشرير ومرتزقته ويصرخون على النظام الإيراني أن يرحل.
نعم، المجاهدون يبدأون عامهم السادس والخمسين في وقت یعیش فيه النظام في مآزق يحاول عبثا النجاةمن دواماته السياسية والاقتصادية والدولية.
خامنئي عاجز عن القيام بإحداث أي تغيير أو انفتاح لامتصاص الاستياء العام.
قرار خامنئي بتعيين ضباط الحرس المجرمين لرئاسة هيئات مختلفة مثل مجلس الشورى ليس من موضع القوة؛ بل من موقع الضعف والانكماش ومزيد من السيطرة على هذه الأجهزة حتى لا تنهار. خامنئي يواجه جسد الاتفاق النووي مثل جسد قاسم سليماني، وما يسمى بحكومة روحاني المعتدلة التي تثقل كاهل الولي الفقيه.
المعتاشون على فتات النظام التافهة، الذين طالما حلموا بإصلاح النظام، يعيشون الآن في كابوس الإطاحة به.
أصيب أتباع النظام ومبلّغوه، الذين كانوا يأملون انطفاء جذوة الحركة الاحتجاجية، بخيبة أمل وصاروا محبطين.
إن سلاسل الأوهام “لا يمكن ولا نستطيع” قد انهارت؛
لقد تغيرت جبهة الخوف والآن أصبح الملالي والحراس هم الذين يهتزّون ويترنحون.
إن قيم المجاهدين ونهجهم، وخاصة التضحية لإسقاط النظام، هي التي تقود جيل الانتفاضة في الشوارع.
أولئك المواطنين الذين أظهروا فجأة مستوى عال من الوحدة بقيامهم بالانتفاضة في 200 مدينة خلقوا تضامنًا وطنيًا في ساحة المعركة.
نعم، لقد قدمت انتفاضات هذه السنوات الثلاث صورة رائعة لمعارك المستقبل الحاسمة؛ صورة لمعارك رجال الانتفاضة الأساسية وجيش التحرير العظيم.
أبناء الوطن الأعزاء!
لقد ألقت مأساة كورونا المحزنة بظلالها على وطننا منذ 7 أشهر. وتشير أقلّ التقديرات إلى أن عدد الضحايا يصل إلى مائة ألف.
خامنئي وروحاني وعصابات المافيا التي تحكم بلادنا لا ينفقون حتى جزءًا صغيرًا من مئات المليارات من الدولارات التي سرقوها من أرصدة الشعب لمواجهة كورونا.
بينما كان من الممكن تجنب هذه الأبعاد من الضحايا.
يقول بعض وكلاء النظام إن تصرفات الحکومة في كورونا ليست سياسة خاطئة، لكنها جريمة قتل مع سبق الإصرار.
يريد خامنئي وروحاني وضع عقبة أمام الإطاحة بالنظام بزجّ موجات بشرية من الضحايا فی أتون کورونا.
لكن هذه الجريمة الكبرى تزيد من غضب واشمئزاز جماهير الشعب وتضاعف من دوافعهم للإطاحة بهذا النظام.
النظام لا يدفع حتى رواتب الممرضين والممرضات والأطباء والطاقم الطبي الذين يخاطرون بحياتهم وعائلاتهم لإنقاذ المصابين بكورونا ليل نهار دون التمتع بالإجازات
فتحیة لهم جميعاً مرة أخرى ولجهودهم الدؤوبة لإنقاذ المرضى، ونصفّق لمدة دقيقة لأولئك الذين فقدوا حياتهم في هذا المسعى المقدس.
معاقل الانتفاضة مُشعلة الانتفاضة
أيها المواطنون!
وسائل العمل جاهزة أكثر من أي وقت مضى لإشعال نيران الحركة والانتفاضة. وهذا يعني :
– الظروف الثورية للمجتمع فی حالةالغلیان والوعي النضالي خاصة في جيل الشباب
– عشرات من المدن المنتفضة التي، حسب تجربة الانتفاضات الأخيرة، مستعدة للتحرر من براثن قوات الحرس
– مئات الآلاف من الشباب المناضلين في مدن مختلفة مستعدون للتضحية.
– …وهناك آلية للتحرير أي معاقل الانتفاضة التي تخترق جدار القمع وهي تمثل مُشعلة الانتفاضات.
نعم، نظام الملالي تحت الحصار أكثر من أي وقت مضى.
على أمل أن يحقق مجاهدو خلق، يدا بيد مع شعبهم الحبيب، رسالتهم والتزامهم التاريخي العظيم، وهو إسقاط النظام الحاكم برمته وتحقيق الحرية وحكم الشعب الإيراني.
اليوم سمعتم قصة تأسيس المنظمة المفعمة بالمعاناة والتضحية منذ اليوم الأول من عهد المؤسسين ولحد يومنا هذا. شرحنا بشكل موجز الجهود الاستثنائية التي بذلها مسعود. واستذكرنا الصدق والفداء لجيل المجاهدين في كل المراحل في ساحات المعارك وفي كل مسارح الاختبارات والمنعطفات والثورة الداخلية لمجاهدي خلق.
خاصة مع الكلمة الوضاحة التي أدلت بها أختي العزيزة زهراء مريخي. ولكن ماذا كانت وما هي غاية كل هذه الجهود والتضحيات والتفاني ونكران الذات؟ أليس ذلك لقضية وهدف سام ألا وهو الحرية وتحرير الشعب الإيراني من نير أي نوع من الاضطهاد والاستبداد والقهر والاستغلال؟
لذلك أبشّر الشعب الإيراني بأن ضمان تحريرهم اليوم من مخالب الاستبداد الديني الدموي هو هذه المنظمة. وضمان غداة إسقاط النظام وإيران الغد الحرة، وضمان عودة ثقة الشعب المضطهد وضمان الحرية والإعمار والرفاه والصحة له تكفله فقط هذه القوة المضحية المنسجمة الواعية الصادقة.
وأبشّركم ولو أن الشعب الإيراني يعاني من العذاب والقهر والتعذيب والإعدام والمرض والجوع والفقر، لكن هناك روّاد من أفضل نساء ورجال وأبناء هذا الشعب والوطن يجاهدون ليل نهار من أجل تحقيق الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وحكم الشعب وحق الانتخاب الحر لكل مواطن إيراني من أي قومية ودين كان وهم يسعون إلى أن يكونوا سدًا منيعًا أمام كل التيارات المتطرفة التي عفا عليها الزمن وتناهض التقدم والتطور. هؤلاء عازمون على بناء مجتمع حديث يتماشى مع المعايير الإنسانية اللائقة لكي يجد الشعب الإيراني مكانته الحقيقية في العالم وخاصة في الشرق الأوسط ويعتز بها.
هذا اليوم قريب، لأن الشعب الإيراني يمتلك منظمة وكنزًا غاليا ناضل أكثر من 5 عقود واجتاز العواصف والصعوبات والمعاناة ولم يتخل عن حرية الشعب الإيراني وتغلب على كل المشكلات الكبيرة بعد إزالة كل العراقيل من أمامها.
إذن بالتأكيد سيتكلل هذا العهد الكبير بالنجاح وهذه القوة مستعدة وحاضرة من أجل ذلك أكثر من أي وقت مضى.
*****
اسمحوا لي أن أعرب ولو باختصار عن امتناني لجميع أنصار وأعضاء ومسؤولي المنظمة في جميع المستويات، فيما يتعلق بالمنظمة وإطارها التنظیمی.
من الإخوة المجاهدين، جيل من الرجال الذين ثاروا على العقیدة الجنسویة والأنانیة الذين اختاروا بوعي هذا النضال الصعب منذ سنوات وأمضوا قدمًا إلى الأمام. وهم أمثلة لامعة للجيل الشاب والمنتفض في إيران في مجال المساواة.
ومن أخواتي في المجلس المركزي للمنظمة اللاتي هن طلائع ورموز للعصيان والنضال – وتحمل المسؤولية والتحرر من الأغلال والسلاسل التي تكبل إنسانية الإنسان.
وأشكر جميع الأمينات العامات لمجاهدي خلق السابقات ونائباتهن ومساعداتهن في سنوات مختلفة، بدءا من فهيمة وشهرزاد ونسرين وتهمينه وإلى موجكان وصديقة وزهرة.
وكذلك يجب أن أوجه الشكر لأختي العزيزة زهراء مريخي خصوصاً بعد انتقال مجاهدي خلق من العراق إلى ألبانيا، والتي أدارت بنجاح كبير شؤون التنظيم بأقصى قدر من الصبر والحنكة والقدرة، خاصة أثناء سنوات الانتفاضة، حیث وصفها مسعود قائد المقاومة منذ سنوات عديدة بأنه قائدة الصبر والظفر.
تحية لكم أنتم مجاهدي درب الحرية العاقدين العزم لإسقاط الاستبداد الديني حيث لا تتوقفون عن النضال بل تستمرون الكفاح حتى يوم تحرير الشعب الإيراني من براثن المتاجرين بالدين الدمويين.
تبريكاتي لكم جميعًا من جديد
- الوسوم:الشعب الإيراني, تنزّل النظام